ممثل يرفض منصب وزير الثقافة.. الحدث غير عادي.. فالساعون لمنصب وزير في العالم العربي كثر. الفنان محمد صبحي شذ عن القاعدة واعتذر عن المنصب «الأبهة» ليضرب مثالا عن قناعة الفنان الملتزم. ومن يعرف محمد صبحي جيدا من خلال تقديمه لمسرحيات تتوفر فيها المعادلة الصعبة والمتمثلة بتحقيق المتعة والكوميديا التي لا تخدش الحياء وهو لا يكتفي بمجرد تقديم أعماله المسرحية والتلفزيونية من منظور الجمهور يريد ذلك فيقدم مسرحيات عالمية بعد تعريبها أو «تمصيرها» مثل مسرحية كارمن دون أن يشذ عن قاعدته الملتزمة.. ويمارس الإخراج والإعداد والرقص والعزف.. وعندما يتحدث الممثلون الشباب الذين يعملون معه يأتي حديثهم بصيغة مثقفة ويتحدث واحد منهم فيقول إنه لم يعرف المسرح من دراسته الأكاديمية وإنما تشربه من محمد صبحي. محمد صبحي يضيف إلى خارطة المسرح العربي خارطة جديدة تنبذ الإسفاف وتضيء طريقا جديداً للوعي الجماهيري الرافض لمقولة «الجمهور عايز كده».. مشاريعه الأخرى تسير في هذا الاتجاه فيعقد صفقة مع وزارة التعليم لإعادة الحياة للمسرح المدرسي بحيث يمزج المنهج التعليمي مع خشبة المسرح المدرسي. وإذا كان محمد صبحي يضيء نبراسا حيا ويقاوم الاتجاه المعاكس الساعي إلى إفساد الذوق وتدمير حلقات الوعي لجمهور المسرح.. فإنه يقاوم الوباء المعرفي المتمثل في الإنتاج الساقط.