أطلق الدكتور حامد حبيب عميد كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز فرع محافظة رابغ أمس، فعاليات اليوم العالمي لمتلازمة داون بمجمع العرب، حيث اشتمل الحفل على العديد من الفقرات المتنوعة بمشاركة الأطفال والعائلات من مختلف أنحاء المملكة، فيما شهدت الفعاليات إقبالا كثيفا من الأطفال المصابين بمتلازمة داون، خاصة أنها تزامنت مع إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني. وعبر الدكتور حامد حبيب عميد كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز فرع محافظة رابغ في حديثه ل «عكاظ» عن سعادته بالمشاركة في اليوم العالمي لمتلازمة داون، مشيدا بتعاون طلاب السنة الأخيرة بالكلية مع بعض الشركات المحلية من خلال تنظيمهم لاحتفالية خاصة للأطفال المصابين. وقال الدكتور حبيب: سعدت جدا بالفرحة التي رسمت على وجوه الأطفال، واهتمامهم بالفعاليات مما يعكس التطور الملحوظ عند الأطفال من ناحية المواهب وغيرها، وتابع بعد افتتاح المدارس والجمعيات التي تعنى بالاهتمام بالأطفال المصابين بمتلازمة داون أصبح الأطفال المصابون أكثر قابلية للاحتكاك بالمجتمع بعد تهيئتهم من قبل تلك المدارس والجمعيات. وقال الدكتور حبيب إنه لمس ظهور الأهالي بأبنائهم أمام المجتمع، مبينا أن ذلك يعكس شجاعة واضحة حيث كان الأهالي في الماضي يحاولون دائما إخفاء أبنائهم المصابين بمتلازمة داون وعدم إظهارهم في المجتمع، وأضاف الآن وجدنا تغيرا ملحوظا في هذا الخصوص فالأهالي صعدوا على المسرح وشاركوا بخبراتهم وتبادلوها فيما بينهم وهم يشاركون أبناءهم هذا المحفل. وختم الدكتور حبيب حديثه، بأن طلاب الكلية الذين شاركوا في تنظيم هذه الفعالية أثبتوا قدرتهم على تحمل المسؤولية والمشاركة في البرامج الاجتماعية بعيدا عن تخصصاتهم الطبية، كما أثبتوا أن كل المجهودات التعليمية التي بذلت تجاههم في الكلية لم تذهب سدى. من جهته أوضح المشرف على الفعاليات الدكتور عبدالرحمن المالكي، أن الفعاليات تتضمن مسيرة لأطفال داون، وإلقاء محاضرات توعوية، مشيرا إلى أن الدكتور عبدالإله فتني سيلقي محاضرة توعوية، إضافة إلى إتاحة فحص مجاني للأنف والأذن والحنجرة والأسنان والقلب من خلال استشاريين وأخصائيين سيتواجدون خلال أيام الفعالية، إلى جانب الألعاب والمسابقات المتنوعة التي من بينها الرسم على الوجوه، والسماح للأطفال بدخول صالة الألعاب مجانا على مدى أيام الفعاليات الثلاث، مؤكدا أن إقامة مثل هذه الفعالية جزء من واجب الجميع تجاه هذه الفئة الغالية. وأوضح الدكتور عبدالرحمن المالكي المشرف على الفعاليات باليوم العالمي لمتلازمة داون، أن الحفل تضمن في بدايته مسيرة لأطفال متلازمة داون تلاها بعد المحاضرات التوعوية وألعاب ومسابقات متنوعة للأطفال، واصفا مشاركة الأهالي والأطفال بشكل كثيف مع أطفالهم ورؤية الابتسامة على وجوه الأطفال أسعدهم كثيرا. يذكر أن فعاليات الاحتفال ستستمر لمدة ثلاثة أيام حيث تبدأ من الساعة الخامسة عصرا وحتى العاشرة مساء. من جهة اخرى، كشف عدد من طلاب السنة الأخيرة بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز فرع رابغ، أن من كل ألف طفل صحيح حالة واحدة مصابة بالمرض. وانتقد الطلاب نسبة تدني الوعي بالمرض وسط عامة الناس، مشيرين إلى أن نسبته تصل إلى 50 في المئة، مبينين أن هناك تقدما في حالات زيادة نسبة الفئة العمرية، بحيث بات مريض الداون يعيش ما بين 50 و70 عاما، وأضافوا هذه نسبة مخالفة عما كان عليه قبل عشرة أعوام، والتي لم تكن تتعدى أعمارهم في العيش من 15 إلى 20 عاما. وقال الدكتور عبدالعزيز عواد طالب في السنة الأخيرة بكلية الطب ل «عكاظ»: إننا نسعى وزملائي في أبحاثنا مع الدول المتقدمة في التعريف بالمرض والوصول لمرحلة الدمج في المدارس ودعمهم فكرياً وعملياً وجعلهم أفرادا أصحاء ومحاربة الخرف المبكر عندهم منذ الصغر. وفي ذات السياق قال الدكتور الطالب سعد الحارثي إنهم يسعون إلى توعية المجتمع الذي مازال يجهل أن فئة متلازمة داون أفراد متأخرون في النمو ويعانون من بعض الأمراض الصحية كالأسنان ومشاكل القلب وضيق التنفس، كما أن هناك أولياء أمور مازالوا يجهلون هذه المشاكل الصحية لأبنائهم المصابين بالمرض. من جهتهم طالب عدد من أولياء أمور الأطفال المصابين ب «متلازمة داون» بالرعاية الصحية الكاملة من قبل الدولة إلى جانب توفير التعليم لهم. وقال أبو سليمان القحطاني إن ابنه لايمشي رغم أنه بلغ ستة أعوام مطالبا بتوفير مركز أشمل للعلاج والمجال الدراسي. أما أبو عبدالله جميل البلوي فيقول إن طفله يبلغ من العمر عشرة أعوام ويعاني صعوبة التعلم، ويعاني مشكلة في الدم، مبينا أنه من سكان تبوك وأن المنطقة لاتزال تفتقر لمركز للعلاج الشامل لهذة الفئة، وأضاف لذا نعاني من السفر وضيق الوقت عندما نبحث عن علاج شامل لطفلنا المريض، أما والدته فتقول كان ابني لا ينطق والآن بات يتحدث جيداً بفضل الله ثم الطبيب المعالج له. من جهته قال استشاري القلب لدى الأطفال الدكتور عبدالإله الفتني أن هناك من 50 إلى 60 في المئة نسبة حالات التشوهات القلبية وسط الأطفال المصابين ب «داون» ونصح بضرورة الكشف المبكر للمرض لتفادي حالات الوفاة وحالات التدخل الجراحي.