بدأت جلسة حوار مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وعدد من الشباب بكلمة لمستشار خادم الحرمين الشريفين وأمين عام المركز فيصل بن عبدالرحمن بن معمر قال فيها: أصبح مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني مؤسسة شامخة ليكون أسلوب حياة في مناقشته لمختلف القضايا منطلقا من ثوابت مجتمعنا الشرعية والاجتماعية. وأكد أن المركز أولى الشباب أهمية كبرى منذ إنشائه إيمانا منه بالدور الرئيس الذي يقوم به الشباب في مراحل التنمية المختلفة، وصولا إلى المرحلة الحالية التي تعتمد على الجودة، وقوامها الاستثمار في الإنسان بما يمكنه من صنع المستقبل، خاصة أن التنمية في المملكة عمادها الشباب الذين يمثلون 65 في المائة من تعداد السكان. وأكد أن التنمية في المملكة ترتبط بعدة نقاط أساسية منها الارتباط بالدين الإسلامي الحنيف وخدمة الحرمين الشريفين، ووحدة الوطن النابعة من رغبة كل فرد في البحث عن الأمن والاستقرار، بالإضافة إلى ارتباط التنمية باكتشاف ثروات الوطن. وأضاف بقوله: من هنا يعتمد مسارنا على مبدأ الحوار وارتباطه الأصيل بالدين، وتواصله بالعصر ومتغيراته، في ظل تحول العالم إلى قرية صغيرة تنتقل فيها السلبيات والإيجابيات بسرعة مذهلة. وزاد بقوله: إن الخطة الخمسية التاسعة خصصت فصلا كاملا عن الشباب، وفي محور التنمية يظهر بوضوح دور الشباب، وما يمكن أن يقوموا به في مجالات التنمية المختلفة لذلك لابد من بذل مزيد من الرعاية والجهد لإعداد الشباب الإعداد السليم، وتوفير البيئة المناسبة والتكريس لثقافة الحوار والوسطية والاعتدال والتأكيد عليها. وأشار إلى أن الفراغ التربوي الذي يعاني منه الشباب كإحدى الإشكاليات التي تواجه الشباب في ظل الثورة التقنية، وقال: لعل السبيل لمجابهة هذا الوضع يكون من خلال التكيف والتسلح بالتفكير العقلاني عبر المؤسسات الأهلية والحكومية والتدريب الجيد للشباب، فلا تنمية في معزل عن الشباب، ولابد من معرفة مواطن الخلل والفشل وفتح آفاق جديدة للحوار مع الشباب على كل المستويات الأسرية والدراسية والدينية، وزيادة الخدمات الترفيهية العامة أمام الشباب لقضاء أوقات فراغهم فيما يفيد، وأيضا تحقيق تكافؤ الفرص في التوظيف وتعظيم قيم التكامل والانتماء من خلال الحوار وهو واجب علينا أن نشرع وضع استراتيجية يتناغم فيها دور المسجد مع دور المدرسة والأسرة. وأضاف: أعتقد أنه آن الأوان للتركيز على الجوانب الفكرية والثقافية، فهل لدينا ثروة ثقافية؟ يجب أن نكون صرحاء ونحدد مساراتنا الوسطية التي تتوافق مع مسارات التنمية المستدامة بفكر بعيد عن التطرف. من جانبه أكد نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد السلطان أن المركز منذ تأسيسه يهدف إلى أن يتحول إلى حاضنة لأفكار الشباب وتطلعاتهم، وأشار إلى فتح المجال أمام الشباب للمشاركة في فعاليات المركز المختلفة من خلال التطوع، حيث بلغ عدد المتطوعين والمتطوعات إلى 1500 شاب وشابة يشاركون في كل أنشطة المركز كما في قافلة الحوار ودعا الشباب إلى الانضمام في مسيرة المركز لنشر ثقافة الحوار. وتطرق إلى مبدأ تأهيل الشباب الذي يتبناه المركز، وآليات الحوار مع الآخر والتفاعل مع الثقافات المختلفة خاصة وأن لدينا ملايين المقيمين من مختلف دول العالم، وتطبيقا لما دعا إليه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للحوار مع الأديان.