أرى مفارقة واضحة في تعامل بعض الأهالي مع أبنائهم، يفرقون بين البنت و الولد بحيث يكون التعامل الأفضل للولد حتما، دون أي إحساس بشعور البنت عندما تكون قد بلغت مرحلة معينة من عمرها وتريد أن تعيش كغيرها من البنات. ولكن للأسف بمجرد غلطة من البنت قد تقلب الموازين وتغير مسيرتها مع أهلها في الحياة. فقدان الثقة من الأهل للبنت قد يكون صحيحا في حالة تكرار الخطأ من قبلها وقد تكون قادرة على تحمل العقوبة نتيجة لأغلاطها المستمرة، ولكن عندما يفقد الأهل الثقة بشكل أبدي في البنت التي تريد أن تفتح صفحة جديدة في حياتها، هنا يكون الخطأ الأكبر فيصيب البنت إحساس الظلم وأنها في سجن مؤبد لا يمكن الخروج منه وإن حاولت ذلك. مراقبة البنت ومحاسبتها من أهم واجبات الوالدين ولكن كثرة المراقبة والتشديد فيها على كل ما تفعله قد يشعرها بعدم ثقة الأهل بها وأنهم يشكون في جميع تصرفاتها وهذا يدفعها لفعل ما لا يرضى به الله أولا ثم أهلها. وتفاجأ البنت بنكران الكثير من أعمالها الصالحة وجهودها المبذولة تجاه أهلها ويتربصون بخطأ منها حتى يحاسبوها عليه أشد الحساب وبلا رحمة، ونسوا أنهم هم أيضا بشر خطاؤون وأنهم محاسبون في السماء قبل الأرض. ويسبب الشعور المستمر بالشك والظلم والمراقبة كآبة مدمرة للبنت تسعد البعض.