دائماً نجد ان البنات في حاجة الى من يقف بجانبهن فيقول عنهن المجتمع انهن صاحبات الجناح المكسور ولذلك عادة ما نجد البنات يتعلقن بآبائهن أكثر من الأولاد.. يقول العرب كل فتاة بأبيها معجبة الى جانب عقدة أوديب وعقدة الكترا وهي تعلق البنت بأبيها وكذلك يكون الأب أكثر حنانا ورقة ورأفة مع بناته وذلك فطرة فطرها الله تعالى فالفتاة تفقد والدها أكثر من غيرها فالابنة تنتظر عودة ابيها من السفر لان وجوده بالنسبة لها طمأنينة نفسية وحبها له مميز وشعورها بأن اباها هو أثمن ما تملك في حياتها واذا حدثت مشكلة للبنت فانها تلجأ لأبيها وليس لاخوانها لانها تعلم ان اباها سوف يكون عطوفاً في تعامله مع الخطأ ويكون أكثر رقة من غيره عليها ويقف الى جانبها حتى ولو كانت مخطئة لذلك تحس البنت ان اباها حامٍ ودرعٍ لها في الحياة كما ان لها دلالة عليه في الحصول على ما تريد منه اكثر من غيرها هذا في مجمل الأحوال ولكن بالطبع لكل قاعدة شواذ فهناك اباء يكرهون البنات لظروف نفسية أو اجتماعية معينة.. ولكن ماذا لو غاب الاب عن البنت وعن الأسرة او اتصف بشكل اخر غير شكل الاب في تصرفاته وافعاله أو كثر غيابه وتعددت سفرياته وانشغل بغير ابنائه او شغله العمل والمال وزيادة الاعباء ظنا منه انه يحاول اسعاد الاسرة بهذا البعد والانشغال.. فقد تعاني الفتاة من اضطرابات قلق متعددة.. وتصدم البنت وقد تلجأ الى رجل آخر لتأخذ منه المحبة والحنان او انها تحب رجلاً للزواج غير مناسب لها ولكنه مشابه لأبيها وقد تقع في الخطأ نتيجة استغلال البعض ذلك او دخول الابناء في طرق غير صحيحة وزيادة مصاحبة الشوارع والسهر وعدم الالتزام وقلة وجود الأهداف أمامهم والتعرف على اصدقاء السوء وضعف شخصية الابناء لعدم توفر الثقة بالنفس لديهم وعدم توفر الارشاد والتوجيه السليم لأنه لا يوجد من يسد فراغ الاب مهما كانت الظروف، وللأسف هناك اباء يحبون الانانية وحب النفس وترك العائلة والمرح خارج المنزل أو خارج البلاد ولا يهمه سوى متعته الشخصية ويريد ان يستمتع بحياة حرة غير مقيدة والبعد عن تحمل مسؤولية الابوة التي هي واجبة عليه والبعد عن الفطرة التي اوجدها الله في كل كائن حي فماذا يكون التصرف مع مثل هؤلاء الآباء الذين يساعدون على انحلال المجتمعات وزيادة الضغوط وتعدد المشكلات النفسية والصحية والجسمية، فقد يكونون عائقاً على المجتمع والأسرة بعيدين كل البعد عن أصول التربية الجادة السليمة..