العيب وصحة النفس مثلما يمرض الإنسان عضويا يمرض نفسيا، ومن السهل أن يتعرف أحدنا على المرض العضوي، إلا أن الحالات النفسية يتعذر علينا رصدها ونحتار في تفسير أسبابها، وربما تولد في أذهاننا بحكم التربية ومحدودية وعي البعض أن كل مريض نفسي مختل عقليا هذا الخلط يدفع بعض المتعبين نفسيا إلى أن يكابر ويتحامل على نفسه خوفا على سمعته أو وظيفته، علما بأن بعض الأمراض النفسية تحد من نشاط الإنسان اليومي وتؤدي إلى اضطراب حياته وسلوكياته، ما يلزم معه البحث عن المختصين النفسانيين الموثوق بهم بالتجربة والممارسة، والذين يبدأون العلاج بالتأهيل النفسي والتدريب الذهني قبل أن يقحم مريضه في أدوية كيميائية تحيل حياته إلى بؤس، وربما خلط بعضنا بين الطب النفسي والرقية والشعوذة، ودخل في دوامة البحث عن طوق نجاة ليقع فريسة للمجربين ومتعلمي الحلاقة في رؤوس الأيتام، ومن الصائب أن تحسن اختيار طبيبك النفسي أو طبيبتك كونهما يتحولان إلى صديقين تفشي لهما أسرارك وتفاصيل حياتك، وإن لم يكن على مستوى ثقتك فقد لا ترى منه ما تبحث عنه، وليس عيبا أن يفتح كل منا ملفا عند متخصص نفساني كإجراء وقائي فالكثيرون منا يقعون في التخبط، لأنهم أخذوا مواقف مسبقة من الطب النفسي تحت مظلة العيب الاجتماعي حتى تفاقمت حالاتهم وتدهورت صحتهم فغدو يبحثون عن المخرج وقد لا يجدوه كونه (يقضى على المرء في أيام محنته ،،، حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن).