كشفت الاختصاصية النفسية الدكتورة سلوى ربيع في محاضرتها أن المرض النفسي من أقدم الأمراض، بيد أنه ارتبط منذ القدم بالسحر والشعوذة والجن بسبب الغموض في فهمه والحيرة في تفسيره، حاصرة معوقات العلاج النفسي في اعتقاد الوصمة والعار المتعلقين بالمرض، خصوصاً الفصام والمواقف والمشاعر السلبية تجاه المريض النفسي إلى جانب المعتقدات الخاطئة حول الطب النفسي. وأوضحت الدكتورة أميمة الجلاهمة أن الإنسان أياً كان وضعه ومستواه العقلي والثقافي، وأياً كان مركزه الاجتماعي والمادي قد تعتريه الأمراض البدنية والنفسية. مشيرة إلى أن العصمة من هذه الأمراض ليست مكفولة لأحد على الإطلاق. وقالت: «إلا أننا كبشر نختلف في التعامل مع كل منها، فقد نجد منا من لا يثق بالطب البشري الحديث، ويرفض الاعتراف بالطب النفسي، مكتفياً بالتعامل بالرقية الشرعية وقد نجد آخر يقدر الطب البشري، إلا أنه يرفض التعامل مع الطب النفسي، مكتفياً بالتعامل بالرقية الشرعية، وقد نجد آخر يقدر الطب البشري، إلا أنه يرفض التعامل مع الطب النفسي، فهو يجد أن التعامل مع المتخصصين في هذا المجال يلحق به وصمة عار تصل بأبنائه وأحفاده من بعد، هذا هو حالنا مع الطب النفسي»، لافتة إلى أن عدد المصابين بأمراض نفسية على مستوى العالم، نحو 450 مليون شخص و120 مليوناً منهم يعانون الاكتئاب النفسي، وأضافت الجلاهمة : «إذا أردنا الحديث عن الاستشفاء بالقرآن الكريم والأدعية المأثورة فلا بد من بيان أنه أمر مقرر شرعاً ثابت في القرآن الكريم، والسنة المطهرة القولية والعملية، فليس النقاش والبحث هاهنا في تاصيلهما، كما أن الرقية الشرعية لا توجه فقط للمصابين بالمس والعين بل هي عامة ومفيدة لجميع الأمراض».