انقسم المتعصبون في المجتمع الرياضي إلى فريقين، فريق يناقش أسباب التعصب، والفريق الآخر يتابع النقاش، وكل واحد يسلك للآخر « زي ما قال أبو فلان، واتفق مع زميلي ...» أما المشاهد الرياضي فأصبح مثل اللي ماشي على نفس الرصيف ويسأل المارة .. هو الرصيف الثاني فين ؟ المتعصبون يضنون أن الجماهير الرياضية لا تعرف أنهم هم من يغذي التعصب ، فيما الجماهير متأكدة أن هؤلاء هم المنبع الرئيسي للاحتقان. الذي يريد أن يرى نماذج من هؤلاء المتعصبين ، فأحدهم لو تعداه العيب لأخذ تكسي ولحقه، والآخر لو سألته عن الوقت لشرح لك كيف صنعت الساعة. تخيلوا الإعلام الرياضي وعلى مدى أسبوع وهو يناقش ويحمل وزارتي المالية والتجارة مسؤولية عدم تقديمهما الضمانات المطلوبة لإقامة كأس آسيا، ولما أوضحت الوزارة أنه تم تقديم الضمانات اللازمة، وأنه كانت هناك جوانب قانونية ليست من صلاحيات الوزارتين وتم تجاوزها و قدمت الضمانات وفق البحث الذي تم بين الجهات الحكومية. الجماهير اكتشفت أن نقاش الإعلام الرياضي في كثير من القضايا يشبه سؤال الطالب الذي يذهب كل يوم إلى بقالة « العم عتيق» لشراء ما لذ وطاب من الحلويات، ويكرر نفس السؤال ..عم عتيق الحلاوة أم ريال .. بكم ؟ اختصروا مشاكل الكرة السعودية في الهلال والنصر، وغيبوا البقية، صحيح أنهما أفضل فريقين ولكن يمكن الورقة مكتوب على الوجهين اقلب الصفحة، فلا يرون إلا هلالهم ونصرهم . يقال إن هناك تشابها بين ما يتناوله الإعلام الرياضي في هذه الفترة وبين قصة الولد الذي يذهب كل يوم إلى الحلاق ليعطيه 10 ريالات باليد اليمنى، و100 ريال باليد اليسرى، ويأخذ العشرة ريال ويرفض المائة ريال. وحينما ينصرف من المحل يقول الحلاق للزبائن هذا الطفل ما بده يفهم ؟ مما دفع بأحد الزبائن إلى تتبع الولد ليسأله لماذا ترفض المائة، وتأخذ العشرة ؟ ليجيب الفتى لو أخذت المئة لانتهت اللعبة ؟!! أحد الظرفاء علق على هذه القصة بقوله هذه اللعبة مثل الاستعانة بالحكم الأجنبي يأتي إلينا معززا مكرما، وأتعابه تصرف فورا ، واللاعبون يركلون الكرة على الصامت، والإعلام خارج التغطية، في حين الحكام المحليون أصبحوا مثل طلاب مدرسة الأيتام الذين قرر مدير المدرسة أن يعقد لهم مجلس آباء.