أسدل الستار، في الحادية عشرة من مساء أمس، على فعاليات الدورة الثامنة لمعرض الرياض الدولي للكتاب الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام تحت عنوان «الكتاب.. قنطرة حضارة»، واستمر عشرة أيام، ارتاده خلالها أكثر من مليوني زائر من مختلف الفئات العمرية، قدموا من كافة مناطق المملكة للاستفادة مما يتيحه المعرض من إصدارات فكرية وثقافية متخصصة في كافة المجالات الإنسانية والعلمية، بالإضافة فعليات البرنامج الثقافي. وكان المعرض قد شهد في أيامه الأخيرة عودة ملحوظة للمحتسبين الذي اعترضوا على بيع ديوان للشاعر الفلسطيني محمود درويش بدار رياض الريس للنشر بدعوى احتوائه على عبارات تنتقص من قدسية الذات الإلهية، ما تسبب في سحب جميع نسخ الديوان لحين دارسته من قبل إدارة المعرض، كما اعترض المحتسبون على آخر أمسيات البرنامج الثقافي البارحة الأولى بدعوى شمولها لشعراء من الرجال والنساء، وكذلك طالبوا بإيقاف مسرحية «يا ورد مين يشتريك» بدعوى احتوائها على مقاطع موسيقية. وحول زيادة أسعار الكتب، أرجعت مصادر ل«عكاظ» غلاء أسعار الكتب إلى استئجار وزارة الثقافة والإعلام لمقر المعرض من الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بمبلغ يقارب العشرة ملايين ريال، ما يترتب عليه ارتفاع أسعار المساحات المؤجرة لدور النشر، التي تعوض الزيادة برفع أسعار الكتب على زوار المعرض. وشهدت فعاليات المعرض احتجاجات وخلافات بين رؤساء الأندية الأدبية في المملكة من جهة، ووكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الجهة المشرفة على المعرض من جهة أخرى، وانكشفت باكورة الخلافات العلنية مع إعلان رئيس النادي الأدبي بأبها الدكتور أحمد آل مريع في حفل تكريم ضيوف معرض، عن رغبة الأندية الأدبية في زيادة المساحة المخصصة لجناحها، وتبعه رئيس النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبدالله الحيدري الذي طالب الوزارة بالإنصاف وتخصيص مساحة كافية لإظهار مشاركة الأندية الأدبية بالشكل اللائق، متسائلا عن جدوى مشاركة جهات ليس لها إصدارات مثل هيئة المساحة والمركز الوطني للقياس والتقويم وهيئة سوق المال في المعرض، ليجيء رد وكيل الوزارة للشؤون الثقافية والمشرف العام على المعرض الدكتور ناصر الحجيلان الذي قال: «إن نسبة كبيرة من الأندية الأدبية تعمل بنظام النشر المشترك، وقد اقترحنا عليها عدم تكرار عرض الكتب، والاختيار بين عرضها في دار النشر التي طبعتها أو جناح الأندية الأدبية؛ لأن الزائر يبحث عن الكتب الجديدة التي لم يشاهدها في الأجنحة الأخرى، ولو التزمت الأندية الأدبية بهذا النظام لوجدنا كثيرا من الأندية بدون إنتاج، ورغم ذلك يظل الطموح قائما في اتساع رقعة المعرض لكي تستوعب كل الدور الراغبة في المشاركة»، وأضاف: «نخطط أن يكون لكل دار نشر منصة توقيع للكتب يوقع فيها المؤلف على إصداراته ويلتقي بمن يرغب الالتقاء به»، وطالب الحجيلان الأندية الأدبية بدراسة أوضاعها واتخاذ قرار مشترك حول شكل مشاركتها في المعرض مستقبلا، إما في جناح مشترك، أو من خلال تخصيص جناح مستقل لكل نادٍ. وحول مشاركة جهات لا علاقة لها بالإصدارات كهيئة سوق المال والهيئة العامة للمساحة، قال: «أتفق مع صحة هذا الرأي، ولكن القرار ليس بيدي إنما بيد وزير الثقافة والإعلام»، وعلمت «عكاظ» أن الأندية الأدبية طلبت من الوزارة دفع مبالغ مالية مقابل حجز مساحة كافية قياسا بدور النشر المتواجدة في المعرض. وكان المعرض قد شهد خلال أيامه العشر توقيع ما يقارب 240 كتابا في مختلف العلوم والفنون، وذلك حسب الجدول الذي أعدته الوزارة قبل المعرض، وفي ضوئه خصصت إدارة المعرض خمس منصات للتوقيع. وحول احتمال تنظيم معرض للكتاب بمدينة جدة، أكد نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، في تصريح سابق ل«عكاظ»، أن معرض الرياض الدولي لللكتاب هو المعرض الدولي الوحيد في المملكة، حسب ما تعمل به جميع دول العالم، مضيفا أن الوزارة قد تنظم معارض للكتب في مختلف مناطق المملكة، بالتعاون مع دور النشر والجهات الحكومية شرط ألا يكون المعرض دوليا. =================شرح الصور: طفل يتصفح كتابا. !!Article.extended.picture_caption!!