تستطيع أن تفعل المرأة ما لا يستطيع فعله الرجل، بشهادة واعتراف الرجل نفسه، وحتى لا يتهمني البعض بأنني أقلل من شأن بعض الرجال، ليس لأن الرجل غير قادر على أن يفعل شيئا، بل بيديه أن يفعل الكثير والكثير، بل حتى إن فعل الرجل الواحد يفوق بكثير فعل مجموعة من النساء بأقل جهد ممكن وأقل تكلفة وبطريقة أكثر أمانا لنا وللمجتمع، وقوته العقلية والجسمانية وقدرته على التحرك بأريحية ودونما خشية أو خوف على نفسه كونه رجلا تمكنه من ذلك، وهذا مما فضل الله به بعضنا على بعض، وهي نعمة ورحمة لو استغلها الرجل وفق سنة الله لوصلنا للشأن والطموح الذي نريد وهو يريد، ولكن البعض لا يريد أن يفعل، أو بالمعنى العامي «شاري راسه»، أي أنه مشتري راحة نفسه، بالمعنى الصحيح، وأنانية بعض الرجال وليس جميعهم أو اتكالهم على بعضهم البعض جعل العمل من أجل صالح الوطن لا يؤدى كما ينبغي، وهذا الفهم الخاطئ أدى إلى التخبط وعدم نجاح كثير من مشاريعنا لعدم جدية بعض الرجال وتواكل بعضهم على بعض، إلى أن انتهي ببعضهم المتواكل بإيكال هذه المهمة للمرأة علها تصلح ما أفسده التواكل، وهذا ما جعل الحمل ثقيلا في وقتنا الحاضر على النساء بعكس الماضي عندما كان الرجل المتواكل على الغير ينظر إليه أنه عالة على عشيرته، بل وعلى الرجولة نفسها، ولأن المرأة المسلمة العربية الحرة الأصيلة بطبيعتها شجاعة وتكره الاستسلام للظروف قررت أن تشارك بشكل فاعل في تحمل ثلاث مسؤوليات، مسؤولية نفسها، ومسؤولية الرجل، ومسؤولية كليهما نحو المجتمع الذي يعيشون فيه، والوطن الذي أعطاهما الكثير ويستحق رد الجميل، وإن كنا لن نفيه حقه وإن فعلنا الكثير سنظل مقصرين، ولكني أرى ولكوني امرأة وأفهم جيدا ماذا تعني عزيمة وإصرار المرأة على عدم الاستسلام، وبالرغم من كل ما ذكرت من فروق في أداء المهام بين كلا الجنسين من الرجل والمرأة، والمعرقلات والمثبطات التي تواجهها تلك المرأة الصامدة والشامخة بعزة إسلامها وتمسكها به، بل وفوق كل ذلك النظرة الدونية من بعض الرجال المرضى القلوب إليها، إلا أن المرأة المسلمة الحرة سوف تفعلها وتحقق ما تمنيناه منها، سواء في الشورى أو في المجالس البلدية وكمحامية وغيره وفي كل مجال، ولكن الأهم من كل هذا، ونصيحتي لنفسي وأخواتي بعدم تجاوز الشرع، وعدم الاستماع للمستغلين وبعض توجيهاتهم التي ليست من الدين في شيء إلا نزعنا من إسلامنا، ولكوننا نمثل الإسلام، فعلينا نحن نساء السعودية دون غيرنا من النساء حيث مقرنا مهبط الوحي أن نكون خير من نمثله، فكل مسلم ومسلمة عشمه فينا نساء بلاد الإسلام والمسلمين كبير، ودوركن ومهمتكن لخدمة الإسلام والمسلمين كبيرة، وجميعنا نتوسم فيكن الخير الكثير ونأمل منكن كل خير؛ لأن الأرض الطيبة لا ولن تنجب إلا كل ما هو طيب أمثالكن، وإلى الأمام يا نساء بلادي.