نكبت شعوب هذه المنطقة في بعض فترات التاريخ الحديث بزعامات تصدرت المشهد وتولت السلطة في بلدانها وكانت أبعد ما تكون إخلاصا لأوطانها ومخافة لله سبحانه وتعالى في شعوبها.. ولذلك فإن تلك الشعوب والأوطان «المسكينة» عانت الأمرين من سياساتها.. وتصرفاتها.. وتوجهاتها فعاشت أتعس فترات حياتها وتعرضت في ظل حكمها لشتى أنواع الذل والمهانة والقهر والتعسف والتجويع والتخلف بكل صوره وألوانه. ومع ذلك فقد ظل هؤلاء في الحكم طويلا ولم يغادروه إلا في ظروف مأساوية غير مسبوقة.. تماما كما حدث للرئيس العراقي السابق صدام حسين.. والرئيس الليبي السابق معمر القذافي.. وليس بعيدا عنهما كثيرا بشار الأسد في سوريا.. ورئيس الوزراء العراقي الحالي «نوري المالكي» الذي سام الشعب - حتى الآن - سوء العذاب وفعل به خلال فترة حكمه (من عام 2006 م ) ما لم يفعله صدام حسين طوال فترة قهره للشعب العراقي الممتدة إلى أكثر من «24 سنة».. فالرجل لم يكن «مكروها» عند أكثر أبناء الشعب العراقي بأكراده وسنته وشيعته وبقية المذاهب والأعراف فحسب.. وإنما متفق على أنه تجاوز بأفعاله ما أقدم عليه كل الطغاة في التاريخ.. وفي مقدمتهم «هولاكو» وقدم نفسه للأسرة الدولية كسفاح ينتظر وقوفه أمام محكمة العدل الدولية في يوم من الأيام لمحاكمته كمجرم حرب.. أقول هذا الكلام ليس لأنه اتهم المملكة بأنها بلد الإرهاب ومصدره إلى بلاده.. وإنما لأن تحديه اليومي لإرادة شعبه.. ومحاربته له بالمفخخات والتفجيرات وبالاعتقالات وممارسة التعذيب وبتجويعه واستنزاف طاقاته ثمنا لاستمراره في السلطة إنما يشكل أكبر جريمة يمارسها حاكم ضد شعبه.. وبالذات في ظل غياب رئيس الدولة وتعطيله مؤسسات السلطة وفي مقدمتها «مجلس النواب» وهيمنته على الجيش بقبضة من حديد.. فأي وفاق عربي ننتظر؟ وأي قمة عربية نتوقع لها النجاح في ظل وجود واستمرار طاغية كهذا؟!. ضمير مستتر: [ لا مستقبل لأمة.. يكثر فيها الطغاة والسفاحون.]