وصف عدد من الخبراء السياسيين قرار المملكة والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من الدوحة، ب"الصائب" ، بسبب مواقف قطر المساندة لجماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدين أن الإقدام على هذا القرار يعني أن قطر تمثل "خطرا على الأمن القومي العربي". وقالوا ل(عكاظ)، إن قطر دأبت على عدم الالتزام بالاتفاقيات العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص، وأنها تنسق مع أطراف إقليمية خارج المنظومة العربية والخليجية. وقال الخبير السياسي الدكتور عمرو هاشم ربيع، إن خطوة استدعاء وسحب السفراء إجراء غير مسبوق بين دول الخليج، وتعد الخطوة الثلاثية سياسة شديدة اللهجة للرد على تجاوزات قطر في حق الأمة العربية وتهديدها للأمن القومي العربي والخليجي. وأضاف أن هذا الموقف يحمل رسالة قوية للدوحة، مفادها ضرورة إعادة تقييم سياساتها والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية وتمويل الجماعات المسلحة في العالم العربي. وأشار الى أن هذه الخطوة جاءت بعد صبر طويل بين دول مجلس التعاون للرد على تجاوزات قطر. ورأى الخبير السياسي الدكتور وحيد عبدالمجيد، أن الدول الثلاث فاض بها الكيل من سياسات قطر تجاه مصر ودول الخليج، ولفت إلى أنه إذا أرادت الدوحة أن يعود إليها سفراء الخليج فعليها أن تتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية والتدخل في شؤون الدول العربية والخليجية والكف عن زعزعة وتهديد الأمن القومي. وقال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن قطر تتخذ مواقف مخالفة لدول الخليج ما أغضب الدول. واستغرب الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء طلعت مسلم، مواقف قطر التي تعكس تناقضا بين ادعاء الدفاع عن قضايا الأمة وعدم التورع في ممارسة كل ما هو ضد القضايا العربية، إلى جانب دعمها للحوثيين الذين يمارسون أعمالا تخريبية تهدد أمن الخليج. وأشار السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية السابق، إلى بعض المواقف التي تعكس تغريد الدوحة خارج السرب العربي والخليجي، ومنها إصرارها على احتضان مؤتمر دافوس للتعاون الشرق أوسطي عام 1997، رغم صعود حكومة نتنياهو إلى الحكم وتجميدها اتفاقيات أوسلو، ورفضها النصائح بإلغاء أو تأجيل المؤتمر أو الامتناع عن استضافته. موافقتها على مبادلة الأراضي خلال أول اجتماع للجنة المتابعة لمبادرة السلام برئاسة وزير خارجيتها حينذاك مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إبان قمة الدوحة، وهو ما دفع الفلسطينيين والوزراء العرب الذين شاركوا في الاجتماع إلى نفي وجود أي اتفاق بهذا الخصوص والتبرؤ مما صدر عن مسؤولين قطريين حول هذه المسألة. الموقف الثالث كما يقول خلاف ظهر جليا في ادعاء الدوحة تأييد خيار الشعب المصري في ثورة 30 يونيو التي أسقطت حكم الإخوان، لكنها انكشفت فيما بعد من خلال المواقف والممارسات على الأرض باحتضان مناوئي الثورة ومخططي العنف والإرهاب، إلى جانب إطلاق العنان لإعلامها في التطاول على مصر. بدوره، قال العميد خالد عكاشة، الخبير الأمنى، إن قطر تنسق معلوماتيا مع أطراف إقليمية خارج المنظومة العربية والخليجية. وهو ما يؤدي إلى اشتعال الأوضاع في بعض الدول العربية. فيما اعتبر السفير المصري السابق في الممكلة أحمد الغمراوي، سحب سفراء 3 دول خليجية من قطر احتجاجا دبلوماسيا وليس قطع علاقات، موضحا أن هذه الدول لا تزال حريصة على أن تكون قطر في المشهد.