أكد دبلوماسيون وخبراء عرب أن قرار سحب سفراء المملكة والإماراتوالبحرين من الدوحة جاء في وقت بالغ الأهمية والحساسية للحفاظ على المصالح الاستراتيجية للأمة،والذي جاء بعد محاولات لضبط حركة قطر ،خاصة فيما يتعلق بالتدخل فى الشؤون الداخلية للدول العربية والخليجية مما يهدد أمنها القومي ، مؤكدين أن القرار سيضع الدوحة في عزلة وأضافوا ل «المدينة» إن قرار سحب السفراء ليس مفاجئاً بل أتى بعد تحذيرات مسبقة للدوحة..مؤكدين فى الوقت ذاته أن قرار سحب السفراء سيؤثر حتمًا على قطر إقليمًيا ودوليًا، وربما سيضطر أمريكا وإسرائيل وإيران إلى إعادة ترتيب أوراقها تجاه قطر مرة أخرى، خاصة أن القرار جاء من ثلاث دول خليجية تلعب دورا مؤثرا في المنطقة. وأكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير رخا أحمد حسن ، أن قرار المملكة والامارات والبحرين بسحب سفرائها من قطر صفعة قوية على وجه الدوحة ، وسيزيد من عزلتها في المنطقة، مشيرًا إلى أن القرار غير مفاجئ وأنذرت به الدوحة من قبل بعد تدخلها السافر في الشؤون العربية ومنها المصرية. وأشار إلى أنه في نوفمبر الماضي عقدت قمة ثلاثية بمسعى من الكويت في الرياض بين خادم الحرمين الشريفين وأمير الكويت وأمير قطر، لتحذير الأخيرة من مغبة تدخلها في الشئون الداخلية المصرية واحتضانها لجماعة الإخوان ودعمها. وأضاف «رخا» أن القمة التي عقدتها الدول الثلاث قبل ستة شهور، أعطت مهلة كافية لقطر لمراجعة سياستها تجاه الدول العربية وخاصة مصر، غير أنها لم تتراجع، موضحًا أن قطر لم تلتزم بما ورد في القمة، واتهمت الإمارات بأنها تتبع سياسيات بعيدة عن الشريعة الإسلامية، وهذا ما استنكرته الإمارات حينها وخرج بعدها وزير خارجية قطر باعتذار ضمني للإمارات. ولفت رخا إلى أنه رغم تحذير وتنبيه الدول العربية لقطر بتغيير سياسيات قناة الجزيرة، التي عملت على التحريض خلال السنوات الماضية، إلا إنها لم تلتزم أيضًا، موضحًا أن قطر مازالت تحتضن بعض القيادات الإخوانية الهاربة من المحاكمة الجنائية في مصر، وهذا ما يضعف موقفها أمام مجلس التعاون الخليجي. وأوضح أن هذا القرار من الممكن أن يزيد من عزلة قطر إقليميا، خاصة مع الدول الخليجية بالدرجة الأولى ومع الدول العربية، مشيرًا إلى أن هناك مصالح كثيرة مشتركة مع دول التعاون الخليجي ستتأثر بهذا القرار والخاسر هي قطر. وأكد السفير قيس العزاوي، مندوب العراق لدى جامعة الدول العربية، أن قرار المملكة والإماراتالبحرين بسحب سفرائهم من الدوحة، هو قرار سيادي لهذه الدول، وأن العراق لايتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد العربية.وأوضح العزاوي أن العراق نهج سياسة تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع قطر قبل شهور وذلك نظرا لبعض الاعتراضات القطرية. وقال أن اعتراضات العراق على قطر كان بسبب موقف القوة المتطرفة وتشجيع القوى المتطرفة في العراق، إضافة إلى تصريحات «القرضاوي» المستمرة، مشيرا إلى أن بلاده مستمرة في هذا الموقف حتى الآن. وقال السفير نبيل بدر، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن القرار له دلالة سياسية بالغة الأهمية، موضحًا أن القرار غير مفاجئ، وأنه قد جاء بعد صبر من الدول الثلاث، وكردّ فعل طبيعي على دولة ترعى المصالح الأمريكية والإسرائيلية، وتقدمها على المصالح الخليجية والعربية، وتدعم المتطرفين والإرهابيين. ،مشيراً إلى أن القرار يحفظ مقدرات الأمة. وأوضح أن قرار الدول الخليجية جاء أيضًا للحفاظ على المصالح الاستراتيجية والأمنية ومستقبل وأمن الخليج، والذي تؤثر مصر فيه بدرجة كبيرة باعتبارها دولة محورية في المنطقة، وباعتبار أن استقرارها أو عدمه يؤثران على المنطقة بشكل كبير. ولفت «بدر» إلى أن هذا القرار ستتم قراءته عالميًا بدءًا من الولاياتالمتحدةالأمريكية ثم إيران وإسرائيل، على اعتبار أن قطر مخلب قط المصالح الأجنبية في المنطقة، مشيرًا إلى أن قطر الآن أمام خيارين: إما أن تتراجع عن سياستها السافرة في المنطقة، وبالتالي تكسب ودّ تلك الدول مرة أخرى، أو أن تستمر في سياستها وتخسر دول الخليج الكبرى. من جانبه قال السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن القرار يثبت أن قطر أداة طيعة في أيدى القوى الأجنبية التي لا تريد أي تجمعات عربية متماسكة وتريد أن تقسم الموقف العربي تجاه قضايا هامة جدًا تهدده ويتوقف عليه مستقبله مثل قضية التعامل مع الجماعات الإرهابية. وأوضح أن القرار سيؤثر حتمًا على العلاقات الخليجية بقطر في المنطقة وسيمتد أيضًا للصعيد الدولي، مضيفًا أن القرار جاء قويًا من جانب الدول الثلاث وقال الغطريفى أن القرار خطير وله دلالة مهمة.