يتطرق إمام وخطيب جامع الخلفاء الراشدين في جدة عادل الجهني، عبر خطبته، إلى مبدأ العلاقة الحقيقية بين المسلمين، قائلا «ينبغي أن تقوم على المحبة والأخوة، مثلما جاء في كتاب الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم)». ويضيف، عبر خطبته، «تكاتف المسلمين يدا واحدة مهما اختلفت ألوانهم أو بلدانهم يحقق النفع لهم، كما أن علاقة الدين ينبغي أن تقوم على مبدأ الأخوة بين الجميع، وفقا لقول الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة)». ويستشهد على العلاقة النموذجية بين أخوة الدين بقصة المهاجرين والأنصار وما حصل بينهم من قوة تلاحم وإيثار، مبينا أن الرحمة المتأصلة في نفوس الأنصار هي من أدت إلى تلكم اللحمة المتماسكة، إذ قال سبحانه وتعالى عنهم: (والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في نفوسهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون). ويذكر أن الأخوة الحقيقية لا تخضع إلى المعايير الدنيوية، بل هي علاقة تقوم على المحبة الإقليمية التي يشترك المسلمون فيها جميعا، مبينا أن المحبة متى تأصلت في النفوس تمكن أبناء المسلمين خلالها من تحقيق المصالح المشتركة، ومن التصدي للقلاقل والفتن والبلبلة، محذرا من تفكك العلاقات لما تؤدي إليه من نتائج وخيمة.