أكد الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمعرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الثامنة تأتي امتدادا لرعايته واهتمامه بالفكر والثقافة والعلوم والفنون والآداب، ناقلا للحضور تحيات الملك عبدالله وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وسمو النائب الثاني، وقال في حفل تدشين معرض الرياض الدولي للكتاب مساء أمس ((مع هذا المعرض يتجدد عهدنا بالكتاب حيث الثقافة تفتح أبوابها مشرعة أمامنا فنجد الأشعار القديمة والجديدة ونلقي الأفكار المتنوعة والمتباينة ونقف على الإبداع الأصيل والجميل ونقرأ في أمهات الكتب ونبحث في المصادر ونعرج على النوادر ونتقصى المعلومات التي تسبح بنا في فيافي واسعة وتأخذنا نحو آفاق سامقة لننهل من كنوز المعرفة أينما وجدت في أوعية ورقية أو الكترونية وهذا ما يجعل مدارات العلم واسعة لا حد لها ومجالات المعرفة بحر لا ساحل فيه)). كما عبر وزير الثقافة والاعلام عن عمق العلاقات التاريخية بين أسبانيا والمملكة بشكل خاص وبينها وبين العرب بشكل عام. وقال ((إن وجود أسبانيا كضيف شرف سيكون وجودا حيويا ومصدر ثقافة ومعرفة وحوار مع الشعب الأسباني والثقافة الأسبانية العريقة، حيث كانت أسبانيا ولمئات السنين حاضرة أوروبا وأهم مراكز الإشعاع الثقافي في العالم فاستحقت بجدارة أن تكون نقطة التقاء بين الشرق والغرب)). وأضاف ((هذا موعدنا السنوي مع هذا الاحتفال الثقافي الكبير الذي تمتزج فيه ألوان الثقافة المتنوعة وأطياف الأفكار الكثيرة وخلاصة الآراء الرصينة نشتاق لهذا الموسم الثقافي الذي يجمعنا بالأحباب والأصدقاء على الخير والمودة والإخاء في حوارات علمية عميقة ونقاشات ثرية تبني الفكر والوعي لخدمة ثقافتنا وامتنا وحضارتنا والكتاب قنطرة وحضارة وهو كذلك عنوان المحبة والإخاء بين الأفراد والشعوب وجسر العلم الذي تنضوي فيه إبداعات الشعر)). واستطرد ((إن هذه الدورة تأتي وبلادنا ولله الحمد تزخر بالخير والنماء ويزاد رصيدها العلمي والمعرفي بالمزيد من العطاء والانجاز لخدمة الإنسانية جمعاء ويكشف لنا محتوى معرض هذا العام عناوين جديدة ومؤلفين جددا وإنتاجا علميا يزداد في كميته عددا ويترسخ في محتواه تجويدا وإتقانا، كما نمت دور النشر المحلية والعربية وصار التنافس بينها حميدا في استقطاب المؤلفين البارعين وانتقاء المؤلفات المميزة والحرص على المحتوى الجيد الذي يضيف إلى الثقافة أبعادا معرفية مهمة في الجانب العلمي وفي الجانب الإبداعي على حد سواء وبقدر ما تنهض التقنية الحديثة ويظهر الإلكتروني وتتوسع المعلومات بشكل ضخم يموج أطراف العالم فإن الكتاب الورقي لا يزال يحمل الحنين والشوق ويستقطب الجماهير من كافة الأعمار ويلبي حاجة القارئ المتمعن والمطلع الشغوف الذي تآلف مع الكتاب وأقام العلاقة العاطفية معه، ويحوي هذا المعرض صنوفا متعددة من الكتب الورقية والالكترونية تحمل في باطنها شتى ألوان الفكر والمعرفة والإبداع)). وأضاف ((اعتاد المعرض في كل موسم على تكريم المبدعين والمتميزين في مختلف الحقول الثقافية والفنية، وفي هذا الموسم يأتي تكريم الخطاطين المبدعين ممن تركوا بصمة واضحة على مسيرة الفن الإسلامي، وكان لهم دور مشرف في خدمة كتاب الله عز وجل، وخدمة اللغة العربية والفن الإسلامي الأصيل من خلال الجماليات الفنية التي طرزوها في اللوحات والكتابات والمنجزات الفنية المتعددة)). وتابع ((كما يسرني أن أهنئ الأساتذة الكرام والأستاذات الفاضلات من المؤلفين والمؤلفات الذين فازتْ مؤلفاتهم بجائزة الوزارة للكتاب لهذا العام؛ متمنيا لجميع المبدعين المزيد من التفوق والتألق في مجال التأليف والإضافة المعرفية المهمة لإغناء الثقافة والحياة بالأفكار الملهمة والمفيدة)). من جهته، قال وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان في كلمته إن الكتاب هو معبر تتواصل من خلاله حضارات الشعوب على اختلاف ثقافاتها وتنوع مواقعها الجغرافية وامتداداتها التاريخية. واضاف، إن الكتاب وسيلة حوار بين الأجيال تقوم الشعوب من خلاله بتوثيق تاريخها والتعريف بكيانها وتراثها وقيمها. وهو مصدر تاريخي للزمن الماضي والحاضر والقادم؛ فبقاء كثير من الثقافات حصل بفضل تدوينها في الكتب التي تنقل ظروف التأليف والمؤلف وملامح المحيط المكاني والزماني والنفسي الذي يدل عليه الكتاب. والحضارة كلمة ذات أبعاد شاملة لكثير من المعطيات الثقافية والعمرانية والتاريخية والعلمية؛ ولهذا فإن الكتاب معادل لتلك الحضارة من خلال انعكاس الحضارة بواسطته. ومن المهم ذكر أن هذا الشعار يأتي فرصة جميلة ونحن نستضيف بلد الحضارة والفن مملكة أسبانيا في معرض الكتاب لهذا العام، والتي تزخر بتاريخ حضاري في مجالات ثقافية متنوعة تشمل الآداب والفنون بأنواعها كالموسيقى والرسم والنحت والدراما. وقد حظينا بمشاركة فعالة من ممكلة أسبانيا من خلال البرنامج الثقافي ومن خلال دور النشر. وسعدنا أن يكون بيننا كوكبة من العلماء والمفكرين والأدباء والأكاديميين والباحثين المختصين في الفكر والتاريخ والأدب واللغات والفنون، وستكون مشاركتهم محل تقدير واهتمام وانتفاع يتيح لنا فرصة التواصل والتعارف لبناء المعرفة وإنضاج التجربة. كما ألقى السفير الأسباني في الرياض كلمة ضيف الشرف معربا عن شكره للمملكة حكومة وشعبا على هذه الاستضافة. بعد ذلك كرم الوزير خوجة الخطاطين وكرم الفائزين بجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب.