نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- حفظه الله- افتتح معالي الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة وزير الثقافة والاعلام الدورة الثامنة لمعرض الرياض الدولي للكتاب الذي يقام على صالة مركز المعارض بمدينة الرياض بحضور السفير الاسباني ممثلا لدولته المستضافة كضيف شرف في هذه الدورة وجمع من المثقفين، وقد بدأ الحفل بتلاوة آي من الذكر الحكيم ثم القى معالي الدكتور عبد العزيز خوجة كلمة أكد في مستهلها ان الرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- حفظه الله ورعاه- لمعرض الرياض الدولي للكتاب تأتي امتدادا لرعايته واهتمامه بالفكر والثقافة والعلوم والفنون والآداب ونقل في مستهل كلمته تحيات خادم الحرمين الشريفين للمشاركين في المعرض وتمنياته لهم وللمعرض بالتوفيق والسداد، كما نقل للمشاركين تحيات صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيزولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين وأشار معالي وزير الثقافة والإعلام ان معرض الرياض للكتاب موسم سنوي يتجدد العهد به حيث الثقافة تفتح ابوابها مشرعة امامنا، فنجد الأشعار القديمة والجديدة ونلقى الافكار المتنوعة والمتباينة ونقف على الابداع الاصيل والجميل وتمتزج فيه الوان الثقافة المتنوعة وأطياف الافكار الكثيرة وخلاصة الآراء الرصينة مشيرا إلى ان الكتاب كما هو قنطرة حضارة فهوكذلك عنوان المحبة والإخاء بين الأفراد والشعوب وجسر العلم الذي تنضوي فيه إبداعات البشر، وخاطب الحاضرين قائلا : تأتي دورة المعرض الثامنة هذه وبلادنا- ولله الحمد- تزخر بالخير والنماء ويزداد رصيدها العلمي والمعرفي بالمزيد من العطاء والإنجاز لخدمة الانسانية جمعاء، ويكشف لنا معرض الرياض عن عناوين جديدة ومؤلفين جدد وإنتاج علمي يزداد في كميته عددا ويترسخ في محتواه تجويدا. ونوه في كلمته إلى ما يعنيه وجود مملكة اسبانيا كضيف شرف لمعرض الدولي للكتاب هذا العام والتي سيكون مصدر ثقافة وحوار مع الشعب الإسباني الصديق ومع الثقافة الاسبانية العريقة حيث كانت إسبانيا حاضرة اوربا وأهم مراكز الاشعاع الثقافي في العالم منذ مئات السنين واستحقت يجدارة أن تكون نقطة الالتقاء بين الشرق والغرب مشيدا بما قدمته إسبانيا من ريادة علمية وما تحتضنه من روح صافية تجمعنا بالتاريخ الاسلامي حيث شهدت صقلية وقرطبة وغرناطة وطليطلة وغيرها من المدن الجميلة اياما خالدة من الازدهارعلى يد العرب والمسلمين الذين دام حكمهم للاندلس قرابة 800 سنة مشيرا في الوقت ذاته إلى ما تشهده العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة اسبانيا من مستويات متقدمة وتعاون مثمروشراكة في الارث الانساني الذي يقوم على النهوض بالإنسان والرقي بالمنجز الحضاري. وأوضح معاليه إلى ما اعتاده المعرض في كل موسم على تكريم المبدعين في مختلف الحقول الثقافية والفنية وفي هذا الموسم يأتي تكريم الخطاطين المبدعين ممن تركوا بصمة واضحة على مسيرة الفن الاسلامي وكان لهم دور مشرف في خدمة كتاب الله عز وجل وهم الخطا ط محمد طاهري ومحمد حلمي آل سعيد و ناصر بن عبد العزيز الميمون وعبد الله المدني وأحمد ضياء الدين وعبد الرزاق خوجة وخير الله تركستاني وعبد الله الصانع وعبد الله قتيني ونافع التحيفاء. وهنأ الاساتذة الكرام والاستاذات الفاضلات من المؤلفين الذين فازت مؤلفاتهم بجائزة الوزارة للكتاب لهذا العام. وشكر في ختام كلمته كل من أسهم في الإعداد والترتيب لهذا المعرض خاصا بالثناء العاملين في وكالة الوزارة للشئون الثقافية والإعلام الداخلي والشئون الادارية والهندسية وهيئتي الاذاعة والتلفزيون ووكالة الانياء. كما شكر كل القطاعات الحكومية المساندة للوزارة في المعرض متمنيا ان يجد زوار المعرض في محتوياته ما يلبي طموحاتهم. بعد ذلك القى وكيل الوزارة للشئون الثقافية المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور ناصر الحجيلان كلمة أكد في مستهلها حرص إدارة المعرض على احتواء الجديد والمفيد من النتاج الفكري والثقافي من الكتب والمعارف لإطلاع زائري المعرض عليها واقتنائها، وأوضح خلال كلمته في الحفل الافتتاحي للمعرض أن مشاركة 32 دولة عالمية وعربية وحضور ما يربو على 900 دار نشر وجهة تقدم العناوين القديمة والجديدة بمثابة عرس ثقافي. وأضاف»يركز شعار المعرض هذا العام على «الكتاب قنطرة حضارة» فكراً وفلسفة فالكتاب هو معبر تتواصل من خلاله حضارات الشعوب على اختلاف ثقافاتها وتنوع مواقعها الجغرافية وامتداداتها الثقافية. والكتاب وسيلة حوار بين الأجيال تقوم الشعوب من خلاله بتوثيق تاريخها والتعريف بكيانها وتراثها وقيمها. وهو مصدر تاريخي للزمن الماضي والحاضر والقادم» وأوضح الحجيلان أن بقاء الكثير من الثقافات حصل بفضل تدوينها في الكتب التي تنقل ظروف التأليف والمؤلف وملامح المحيط المكاني والزماني والنفسي الذي يدل عليه الكتاب، والحضارة كلمة ذات أبعاد شاملة لكثير من المعطيات الثقافية والعمرانية والتاريخية والعملية، ولذا فإن الكتاب معادل لتلك الحضارة من خلال انعكاس الحضارة بواسطته» وقال»من المهم ذكر أن هذا الشعار يأتي فرصة جميلة ونحن نستضيف بلد الحضارة والفن مملكة إسبانيا في معرض الكتاب لهذا العام، والتي تزخر بتاريخ حضاري في مجالات ثقافية متنوعة تشمل الآداب والفنون بأنواعها كالموسيقى والرسم والنحت والدراما، وقد حظينا بمشاركة فعالة من مملكة إسبانيا من خلال البرنامج الثقافي ومن خلال دور النشر، ونسعد أن يكون بيننا كوكبة من العلماء والمفكرين والأدباء والأكاديمين والباحثين المتخصصين في الفكر والتاريخ والأدب واللغات والفنون، وستكون مشاركتهم محل تقدير واهتمام وانتفاع يتيح لنا فرصة التواصل والتعارف لبناء المعرفة وإنضاج التجربة، فالواقع يقول: إن معرض الكتاب يحرص على أن يحوي الجديد والمفيد من الكتب و المعارف ويتيح للجمهور الاطلاع والاستفادة والتحاور معها» واختتم الحجيلان كلمته بالتأكيد على حرص إدارة المعرض على الاستفادة من المقترحات والآراء لتطوير المعرض والنهوض به إلى أفضل المستويات. بعد ذلك شاهد الحاضرون فيلما وثائقيا عن مملكة اسبانيا تلته كلمة ضيف الشرف ألقاها سعادة السفير الاسباني كلمة حيا في مستهلها الحاضرين شاكرا استضافة المملكة العربية السعودية لبلاده في معرض الدولي للكتاب هذا العام كضيف شرف مشيرا إلى المشترك الحضاري بين الثقافة الاسبانية والعربية ومشيرا في الوقت ذاته إلى عمق العلاقات المشتركة التي تربط البلدين من عقود طويلة وسعي البلدين لما فيه خدمة الانسان والرقي به ودعم الحضارة الانسانية. بعد ذلك تم عرض فلم عن المكرمين من الخطاطين تلاه تكريمهم ثم قام الوزير بتسليم جائزة وزارة الثقافة والاعلام للكتاب للفائزين الذين تم اعلانهم يوم امس الاول من قبل وزير الثقافة ثم قام الوزير ومعه السفير الاسباني وكبار الحاضرين بقص الشريط ايذانا بافتتاح المعرض وجناح اسبانيا ضيف الشرف. حضر الحفل معالي الدكتور عبد الله الجاسر نائب وزير الثقافة والاعلام والدكتور ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشئون الثقافية المشرف العام على معرض الكتاب والدكتور صالح معيض الغامدي مدير المعرض ونائبه عبد الله الكناني وفهد الحسين رئيس هيئة وكالة الانباء ومسؤولو الإذاعة والتلفزيون ورؤساء واعضاء اللجان العاملة ومسئولو اتحاد الناشرين العرب وجمعية الناشرين السعوديين والعارضين وجمع من المثقفين.