من المعروف أن روسياوإيران تسيران ببطء للأهداف المطلوبة. إيران تعتمد في سياساتها على طريقة نسج السجاد، وروسيا تمارس لعبة التايكواندو وهي لعبة القيصر بوتين المفضلة، ضربات مركزة ومجهزة على الخصم، هذا الذي تفعله روسيا التي نختلف معها في كثير من الملفات، لكن حين نقارنها بأمريكا نجدها تفوقت سياسيا ودوليا. أوباما يمارس السياسة على طريقة هادئة. لم تكن أمريكا في تاريخها الحديث على النحو الضعيف الحالي. بوتين طلب من «مجلس الشيوخ»، التدخل العسكري في أوكرانيا، وهو تدخل جزئي في إقليم القرم بإرسال 6000 جندي روسي. المسألة لدى بوتين جدية، ولو كان في عصر الاتحاد السوفيتي وعلى رأسه لما سقط. بوتين أنهى قطبية أمريكا الواحدة، وأدخل روسيا إلى أعماق الشرق الأوسط والعالم، وهيمن على ملفات كثيرة معقدة في أفريقيا والعالم العربي. قرب روسيا من إيران بجامع الدهاء والبطء في الحركة، لكنها خطوات بطيئة وأكيدة المفعول. تمنينا من روسيا أن تكون قوة خير في العالم، لكنها الآن يصح أن نقول عنها: «نعوذ بالله من جلد الفاجر، وعجز الثقة». البيان الذي أصدرته الخارجية السعودية حول الانتقادات الروسية يأتي في هذا المعنى. لا أحد ينكر الدور الروسي، أو القوة التي تمتلكها، وهذا التصديق بالقوة الروسية هو الذي جعل المسؤولين السعوديين يزورون روسيا مرارا خلال السنوات القليلة الماضية. نريد لروسيا أن تكون قوة خير، لا قوة شر. نعم بوتين هو الأقوى الآن، وأوباما لا يزال يتحدث بلغة المحامي الهادئ، وجملته المحببة: «كل الخيارات مطروحة على الطاولة»، يكررها شبه أسبوعي، وقالها عن النظام السوري وإيران، ويكررها حاليا تجاه روسيا التي تتدخل في أوكرانيا. الأكيد أن قوى العالم تتشكل من جديد، وإيران تضمر الشر، وروسيا تسير ببرامجها ضد مصالحنا بالخليج، فلا بد من وعي سياسي للصمود أمام حرباوية إيران والروس.