طالبت سيدات المجتمع المدني في منطقة مكةالمكرمة بإتاحة مزيد من الفرص لمشاركة الشباب في وضع خطط واستراتيجيات تطوير المنطقة، إضافة إلى التوسع في إنشاء المراكز الثقافية في كل حي لما لها من أهمية في نشر الوعي الثقافي ورصد احتياجات ومتطلبات المنطقة للمساهمة في تفعيل خطط التنمية. بداية تقول سيدة الأعمال «عزيزة عبد القادر» بأننا كسيدات وشابات لازلنا نعاني من قلة أو عدم وجود الحدائق الخاصة بالنساء لممارسة العديد من النشاطات الرياضية والاجتماعية، حيث أننا منذ سنوات استبشرنا خيرا بافتتاح عدد من الحدائق، كما هي في الحسينية والنوارية ولكنها تعتبر منطقة مكشوفة ولا تشتمل على أبسط الخدمات، حيث أصبحت مرتعا للمخالفين والوافدين ممن يعبثون بها وبشكلها الجمالي. فحاجتنا إلى حدائق للتجمع النسائي للترفيه وإقامة بعض الأنشطة الاجتماعية مثل إقامة المحاضرات التوعوية والدورات التعليمية البسيطة وممارسة الرياضة، وبأن تكون قريبة من الإسكان لما تعانيه الكثير من النساء من صعوبة في المواصلات. وتضيف «عبد القادر»: الحدائق الحالية لا تفي بالغرض منها وهو الانطلاق والترفيه عن النفس، وذلك بسبب صغر مساحتها، حيث أنها ولقلتها سرعان ما تكتظ بالمواطنين، ولذلك نرى أن كثير من أهالي مكة يتجهون لساحات الحرم المكي كمتنفس لهم لكبر المساحات ونظافتها وتواجد بعض الخدمات مثل توفر ماء الشرب ودورات المياه. وتختم حديثها: نحن لا نطالب بحدائق تحتاج إلى تكلفة كبيرة، فقط نتطلع إلى أراض واسعة ومزروعة وتشتمل على الإنارة ومقاعد للجلوس. سوق للحرفيات وتقول أم الحرفيات «فاطمة قربان» مؤسسة لجنة الحرفيات التابعة للغرفة التجارية في مكةالمكرمة: اللجنة أسست منذ خمس سنوات، وأصبح لدينا الآن 400 أسرة منتجة متنوعة، ونفذت تحت إشراف الغرفة التجارية العديد من المعارض والمهرجانات لعرض هذه المنتجات الوطنية، وكان لها صدى وقبول كبير في السوق، لذلك نطالب بإنشاء مبنى خاص لهذه الأسر أو سوق للحرفيات يحمل شعار «صنع في مكة» ومصنع للهدايا التذكارية، حيث نستهدف بمعروضاتنا زوار وحجاج بيت الله الحرام، حيث أنهم دائما ما يحرصون على اقتناء منتجات وهدايا صنعت بأيدي مكة. بدورها تقول سيدة الأعمال غادة عباس غزاوي: هناك الكثير من التعقيدات في الحصول على التصاريح من أجل إقامة الفعاليات في المناسبات، حيث نضطر إلى مخاطبة عدد من الجهات المختصة حتى تحصل على التصريح بخلاف سهولة الحصول عليه في المناطق خارج منطقة مكة، حيث أن الكثير من سيدات الأعمال يعانون من ذات المشكلة لذلك نتطلع إلى تسهيل الحصول عليها في جهة مختصة واحدة. طموحات وأمنيات أما المطوفة «فاتن حسين» إن تعيين سمو الأمير مشعل بن عبدالله أميرا لمنطقة مكةالمكرمة ثقة غالية لرجل هو أهل لها .. فسموه له خبرات إدارية جيدة، حيث كانت له تجربة ثرية حين كان أميرا لمنطقة نجران، كانت بمثابة شهادة ثقة أهلته لإمارة منطقة مكةالمكرمة .. فكانت المسؤولية أكبر والأمانة أعظم. وفي الحقيقة فإن لدينا طموحات وأمنيات وتوقعات عريضة .. موازية تماما للثقة الكبيرة الغالية التي أوليت لسموه .. ولكن نجاح أي عمل يتوقف على مدى تكاتف أفراده، فالوقوف وقفة رجل واحد مع سموه يمثل نقطة الانطلاق الأولى لتحقيق الأهداف المنشودة، وأمامنا كم هائل من المطالب لذا فإن تحقيق الأولويات هي أول خطوة للنجاح، فالبنى التحتية في مكةالمكرمة لا زالت قاصرة وتصريف مياه السيول والصرف الصحي والماء والكهرباء .. وغيرها من الخدمات لم تكتمل بعد في بعض المناطق الحيوية وكثير من المناطق الأخرى، وهي أساسيات ملحه وعاجلة، كما أن مشاريع تنموية أخرى مثل قطار الحرميين، لم تكمل بعد، لذا فأنه من الضروري متابعة السرعة في تنفيذ المشاريع والتي ضيقت الشوارع وزادت من الازدحام وتعطل للناس. كما نتمنى من سموه إعادة الأسماء القديمة التي تمت إزالتها في المشروعات الجديدة للحارات والطرقات المكية القديمة، بحيث تطلق على المنطقة التي يقام بها أي مشروع، وبذلك نحافظ على إرثنا الحضاري وتاريخنا المكي العظيم الذي هو جزء من هويتنا الإسلامية، بالإضافة إلى إضفاء الطابع العمراني القديم على المباني الجديدة، وأن تكون على الطراز الإسلامي العريق. ثقافة الأعمال التطوعية كما أن هناك نقطة أخرى هامة، وهي أن الوطن بحاجة إلى سواعد أبنائه الفتية التطوعية .. فللأسف مع أن العمل وتقديم المساعدة للآخرين جزء من قيمنا الإسلامية، إلا أننا نجد أن ثقافة الأعمال التطوعية في مجتمعنا لا زالت قاصرة وأن المصلحة الخاصة، والعمل بمقابل تطغى لدى البعض على مصالح الأمة وقضاياها، لذا فإن ترسيخ مبادئ وقيم الأعمال التطوعية أمر ضروري .. وأرى أن يكون ذلك من خلال التنسيق بين مراكز الأحياء والمجالس البلدية ومؤسسات خيرية أخرى لتقديم خدمات وبرامج تساهم في التنمية بإشراك المواطنين، وخاصة الشباب فيها سواء في تشجير الشوارع وتنظيم الحدائق أو طلاء المباني وإعادة ترميمها خاصة تلك التي في الشوارع الرئيسة والتي تتطلب أن تكون بمظهر حضاري يليق بنا في أقدس البقاع. كما أن إشراك المرأة في المجالس البلدية أمر مهم جدا للمساهمة في معالجة مشكلات الأحياء ورفع مستوى الوعي الأمني والاجتماعي والثقافي بين سيدات المجتمع. وكذلك في خدمات الحج والعمرة بصورة رسمية لتقديم خدمات متميزة لحاجات بيت الله الحرام. وتختتم فاتن حديثها بقولها: "ولأن القطاع الخاص يلعب دورا هاما في التنمية فلا بد من حث التجار ورجال الأعمال على المساهمة في خدمة المجتمع وتحمل مسؤوليتهم الاجتماعية في مشاريع الخير والتطوير مما يساهم في النهوض بالمجتمع وبالخطط التنموية والتطويرية. وتتطلع نوال الزهراني (أخصائية نفسية) إلى مزيد من إشرك الشباب في خطط التنمية عبر مساهمتهم في وضع الاستراتيجيات التنموية، خاصة وأن الشباب يتمتعون بفكر تنموي خلاق، إضافة إلى التحول من مجتمع مستهلك الى منتج من خلال تشجيع الأيدي العاملة الوطنية التي لديها مهارة في العمل الحرفي ومنحهم حوافز مالية عالية لتشجيع انخراطهم في العمل المهني. وفي ما يتعلق بالجانب الاجتماعي، تقول نوال: نأمل تأمين مساكن للشباب عبر إيجاد وحدات سكنية بأسعار رمزية لما له من تأثير على استقرار حياتهم ورفع إنتاجيتهم في العطاء والتنمية، إلى جانب التوجه لإنشاء المزيد من المراكز الثقافية التي تركز على تنمية مهاراتهم، وإبداعاتهم وتفعيل دور مركز الأحياء في نشر الوعي. وأخيرا تقول لمى آل غالب رئيسة مؤسسة شبابنا الاجتماعية: منطقة مكةالمكرمة من المناطق التي أكرمها الله بنعم كثيرة .. وواجبنا أن نصون تلك النعم ونحافظ عليها، ومن أبرزها، الشباب والتاريخ والسياحة، فالشباب نشطين وفعالين في المجتمع من خلال العمل التطوعي والتنموي، ولكنهم يحتاجون إلى من يساعدهم في تسهيل أعمالهم وتوفير التصاريح اللازمة بطرق أكثر سهولة حتى نشجع هذه المبادرات التي توسع الساحة العلمية العملية الشبابية، وتظهر حبنا للوطن وسعينا لتطويره.