شاعر كتب لي قصيدة جميلة ثم سألني عن رأيي، شعرت بالخجل وبالحرج معا فقلت له إن الشعراء دائما هكذا يبالغون بما يرون وبما يعجبهم : أنت عندما تساوين بيني وبين بقية الشعراء، ترتكبين نفس خطأ من يساوي بين جمالك وبين جمال بقية النساء. سكت كنت أعرف أني لن أغلب شاعرا رسالة شكر أرسلت له: شكرا على الورد! رد عليها: من! يشكر من؟! أنا والورد نشكرك، نشكر وجودك، لولاك لبقيت حزينا في مكتبي، ولذبل الورد في بساتينه، لا يجد من يستحقه!. مركب دائما أجلس أمام البحر، وأنظر في البعيد، عند التقاء السماء بالبحر، عند النهاية هناك من حافة الأفق، من لا شيء، أتخيل بأنه في يوم ما، سيظهر مركب مثل نقطة، ثم يقترب ويتوقف عندي سيأتي ليأخذني. لا أدري إلى أين!! أفكر. ربما لبحر آخر. أصل العطر يمنعه كبرياؤه، من طرح السؤال، لكنه يعيد صياغته بشكل آخر. لماذا تترك الأشياء خلفها معلقة الأسئلة، والرسائل لا ترد عليها! لقد كانت تتركه، مثلما تترك زجاجة العطر، مفتوحة بلا غطاء، لفترة، كافيه لتتبخر أي عناصر أخرى، ولتبقى قطرات صغيرة منه، لكنها خلاصته.