يحذر إمام وخطيب جامع اللحيدان بحائل الشيخ حسين بن غنام الفريدي، في خطبته اليوم، من العصبيات بشتى أنواعها، سواء القبلية أو الإقليمية أو العرقية، واصفا إياها بحمية الجاهلية. ويبين أنه بسبب العصبية انتشرت البغضاء، وانبعثت الأحقاد، وتعددت الحزبيات وتسببت في التناحر والقطيعة، قائلا «رغم ذلك وجدت رواجا لدى البعض». ويوضح، خلال خطبته، أن العصبية ما دخلت قوما إلا فرقته، ولا صالحا إلا أفسدته، ولا كثيرا إلا قللته، ولا قويا إلا أضعفته، مبينا أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في انتشارها. ويلفت إلى أن المقصود بالعصبية هي ما يكون من فخر بالأحساب وطعن في الأنساب، وتفاخر بالأرض والتراب، أو بالعرق واللون، مستشهدا على ذمها بقول الله تعالى عن أهل الحمية لغير الدين: (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد». وبين أنه جاء عن المفسرين لقول الله تعالى: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)، إنما تعني لتتعارفوا وليس لتتفاخروا، وقد حسمت الآية موضوع التفاخر بتأصيل ثلاث ركائز، أولاها: أن أصل خلق الناس جميعا واحد، ثانيها: أن ما يحتج به الناس بانتسابهم إلى شعب كذا أو قبيلة ليس للتفاخر وإنما للتعارف فحسب، ثالثهما: أن التفاخر والتفاضل والتقدم إنما هو لأهل التقوى لقول الله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).