روائح كريهة تزكم الأنفاس .. بعوض ومياه صرف صحي تحيط بالمساكن.. نقص حاد في الخدمات .. هذه العوامل مجتمعة جعلت من حي ظهرة لبن الواقع غرب مدينة الرياض، طاردا لسكانه الذين هجر بعضهم الحي وانتقل للأحياء الحديثة، هربا من الأمراض والأوبئة نتيجة كثرة المستنقعات وتدني مستوى الخدمات البلدية ما حول حياتهم معها إلى مأساة حقيقية بحاجة إلى تدخل المسؤولين بشكل عاجل، بعد أن طفح الكيل - على حد وصفهم. «عكاظ الأسبوعية» زارت الحي والتقت بعدد من قاطنيه وذلك للتعرف على حجم المعاناة ورصد الوضع الذي يعيشون فيه، وكانت البداية مع المواطن بندر المطيري الذي أشار إلى أنه يسكن حي ظهرة لبن منذ أربع سنوات، وقال «يعاني الحي منذ عامين تقريبا من انتشار الروائح الكريهة والبعوض والحشرات نتيجة طفح مياه الصرف الصحي الآسنة، وخلال هذه المدة تقدم الأهالي بشكاوى عدة للجهات المسؤولة لكن دون جدوى». وبين المطيري، أن نقص الخدمات في الحي وبعده عن أعين المسؤولين ويأس بعض السكان من إيجاد حلول لمشكلاتهم دفع بعضهم إلى عرض بيوتهم للبيع بحثا عن سكن آخر في منطقة تتوفر بها مقومات حياة أفضل. «الصرف الصحي هو المشكلة هكذا أكد المواطن عبدالله القرني الذي وصف تجمعات المياه الآسنة بالحي بأنها أصبحت أشبه بالبحيرات، موضحا أن مشكلة الصرف تفاقمت بشكل كبير وأصبحت في حاجة إلى تدخل المسؤولين بشكل سريع. موقع متميز أما المواطن عائض الشهراني (صاحب مكتب عقار)، ويسكن حي ظهرة لبن منذ أكثر من 30 عاما، فوصف موقع الحي بأنه من أفضل الأحياء، لقربه من وسط المدينة والحي الدبلوماسي والجهات الحكومية والجامعات، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن سعر المتر في الحي يتراوح ما بين 1700 و2000 ريال إلا أنه بمجرد ما يمتلك المشتري قطعة الأرض ويبدأ في حفرها للبناء يفاجأ بمياه الصرف الصحي تطفح من كل مكان. وأوضح الشهراني أن الحي يلزمه بشكل عاجل حل مشكلة الصرف الصحي التي يعاني منها منذ عدة سنوات، وكانت سببا في هجرة بعض سكانه وانتقالهم لأحياء أخرى حديثة، مؤكدا أنه أوشك على ترك منزله بعد أن حاصرته مياه الصرف الصحي من كل مكان. من جانبه، يشكو المواطن محمد الروقي من الانتشار الكبير للبعوض والحشرات الضارة في الحي، مما يتسبب في معاناته المستمرة وأفراد أسرته بعد أن استخدموا جميع أجهزة طرد البعوض دون جدوى، مشيرا إلى أن مشكلة تجمع مياه الصرف الصحي في معظم شوارع الحي الرئيسية كانت أو الفرعية، تسببت في صعوبة التنقل داخله حتى أنها أجبرت بعض المواطنين إلى سلك طرق أطول للوصول إلى المنطقة التي يريدون الذهاب إليها. وأوضح أنه اجتمع مع جيرانه مرات عدة لبحث المشكلات التي يتعرض لها الحي ومحاولة الوصول إلى حلول جذرية لها انتهت بتقديم العديد من الشكاوى التي لم تلق أي صدى أو رد فعل إيجابي. في حين، أرجع المواطن منصور محمد الشهري سبب مشكلة مياه الصرف الصحي إلى عدم وجود آلية تصريف ما تسبب في طفح المياه في الشوارع بالشكل التي عليه الآن والذي أدى بدوره إلى عرقلة سير المركبات وازدحام الحي، وانتشار البعوض والحشرات والروائح الكريهة. وختم بالقول «طفح الكيل بنا».