يتساءل البعض عن سبب استحواذ موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على شركة التراسل الفوري عبر الأجهزة المحمولة واتس آب في صفقة ضخمة اقتربت من حاجز العشرين مليار دولار، ولكن على الرغم من أن الرقم بدا ضخما في نظر البعض، إلا أن التحليل المنطقي لظروف الصفقة يبررها، حيث تشير التقارير إلى أن موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وصل إلى القمة بحصده أكبر عدد من المستخدمين بحوالي 1.23 مليار مستخدم شهريا، غالبيتهم يدخلون عبر الهواتف الذكية بمعدل 945 مليون مستخدم، وشكلت إيرادات إعلانات المحمول 53 % من إجمالي إيرادات الإعلانات في الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2013 أو 1.24 مليار دولار مقارنة مع حصة بلغت 49 بالمئة في الربع الثالث، كما أشارت التقارير إلى أن الفيس بوك يدفع ضعف ميزانيته السنوية من أجل تطوير برنامج المحادثة المدمج مع الموقع. وبالتالي فإن هذه الصفقة ضربت عدة عصافير بحجر واحد، فهي وفرت تكلفة تطوير تطبيق المحادثة المدمج مع الموقع، وتكلفة المنافسة مع الواتس آب الذي يضم قرابة نصف مليار مشترك ضمهم في أربع سنوات فقط وهي نسبة نمو أكبر مما حصده الفيسبوك في سنواته الأربع الأولى، كما أن الفيسبوك بهذه الصفقة يكون جمع بين الريادة في تكنولوجيا الاتصالات وتكنولوجيا التواصل الاجتماعي معا، وكل هذا دلالة على أن صفقة كهذه ستجني قريباً ما يفوق قيمة الصفقة بكثير.