لم تمنعه الإعاقة وصعوبة الحركة وثقل اليد من ممارسة حرفة تعتمد في الأصل على الحركة وخفة اليد، حيث تحدى محمد أحمد القويضي شاب من الأحساء الإعاقة ومارس الحرفة التقليدية صناعة الفخار ليبدع فيها ويتقنها. يقول الشاب محمد: «من المعلوم أن صناعة الفخار معروفة منذ القدم ولكن قليل من يعمل فيها ويجيد تشكليها، وبالنسبة لي بدأت أحتراف هذه المهنة منذ ثمان سنوات تحديدا، وبدايتي كانت بحب تعلم حرفة صناعة الفخار وكيفية تشكيله، فقمت بالبحث عن المراكز التي تقدم هذه الدورات والأشخاص الذين يستطيعون أن يقدموا لي العون والمساعدة في المعلومة، وأنهيت خمس دورات في هذا المجال»، ويضيف: «بعد أن أنهيت المرحلة المتوسطة ولعدم الرغبة وبسبب الإعاقة لم يكن لدي توجه لإكمال الدراسة، فوجدت نفسي بعدها أعيش في فراغ كبير، لذا فكرت في ملء الفراغ بما يفيدني ويستفيد منه الآخرون وفي نفس الوقت يكون فيه مردود مادي جيد، فوجدت في حرفة وصناعة وتشكيل الفخار نفسي فكان العمل فيها عن عشق ورغبة»، ويتابع: «خلال الثمان سنوات تكونت لدي الخبرة والمهارة الكافية لأن أقوم بتصميم العديد من الأشكال التي نالت إعجاب واستحسان الكثير وذلك عند عرضها في المهرجانات التراثية التي شاركت فيها، وهذه المشاركات في المعارض الخاصة بالتراث أعتبرها فرصة لي لتسويق ما أقوم بتشكيله وصناعته من الفخار، وأجد تعاطفا وتشجيعا من المجتمع خاصة إذا علموا بأني معاق حركيا، خاصة أن هذه المهنة تحتاج إلى خفة في الحركة وسلامة في البدن، لكن بفضل الله وعونه تغلبت على هذه الصعاب واجتزتها وتمكنت من الحرفة، لكن اخترت جانبا منها وهو تشكيل القوالب البسيطة التي لا تحتاج إلى كثير من الحركة أو الانتقال من مكان لآخر، بحيث أقوم بتشكيل وتصنيع الشكل وأنا جالس في نفس المكان والأدوات الخاصة للعمل والطين من حولي، وأتمنى من الجهات المعنية والمهتمة بأن تمد لي يدها وتساعدني في تسويق المنتجات التي أقوم بتصنيعها».