كشفت مصادر لبنانية ل «عكاظ»، أن الغارتين الإسرائيليتين اللتين استهدفتا قافلة وموقعا لحزب الله على الحدود اللبنانية السورية، أسقطتا عشرة قتلى على الأقل في صفوف مقاتلي الحزب، وقالت إن الحزب عمد إلى إخفاء أية معلومات حول أعداد القتلى والجرحى وطبيعة القافلة والموقع المستهدفين. وأضافت المصادر، أن القافلة المستهدفة ووفقاً لأهالي البقاع كانت تحمل صواريخ متطورة، وقد سمع دوي انفجارها في القرى البقاعية. من جهته، اعتبر العميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني وهبي قاطيشا، أن الغارة الإسرائيلية استكمال لحرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، متوقعا عدم رد الحزب حتى لو استهدفته وخرقت السيادة اللبنانية لأن معركته ليست مع إسرائيل بقدر ما هي معارك ومخططات ضيقة وداخلية. وقال إن تحضيرات الحزب والسلاح الذي ينقله من سوريا إلى لبنان يهدف إلى تحصين ترسانته لاستعمالها بوجه اللبنانيين أو في ساحات العالم العربي بعد أن يقوم بتصدير الإرهاب إليها بإيعاز من إيران. وحول نفي الحزب استهداف الغارة لقافلته، قال قاطيشا إنه ليس من مصلحة الحزب أن يؤكد مثل هذه المعلومات لأنه بذلك يؤكد خرقه بشكل فاضح للقرار الدولي 1701 بإدخال السلاح إلى لبنان، معتبرا أن القناع سقط عن وجه حزب الله وأصبح مكشوفا، ولكن الأمر يتوقف على قيام الدولة اللبنانية الذي سيضع حدا ليس فقط للخروقات الإسرائيلية. وأفاد عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح أن الغارة الإسرائيلية ليست الأولى، إذ استهدفت قوافل أخرى في السابق كانت في طريقها للبنان، مشيرا إلى أن ما يميز غارة أمس أنها داخل الأراضي اللبنانية بعد أن اجتازت قوافل الحزب الحدود السورية. وعلى صعيد البيان الوزاري المنتظر للحكومة الجديدة، قال القيادي في قوى 14 اذار النائب مروان حمادة، إن المصلحة الوطنية هي العنوان الذي أعطي للحكومة من قبل رئيسها، وأي تغاضٍ عن هذه المصلحة الوطنية المشتركة قد يكون قاتلا للحكومة وللبلاد، ودعا حزب الله إلى الحفاظ على نفسه وعلى لبنان من خلال العودة من سوريا إلى الوطن. ورأى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، أن الأجواء الإيجابية سالكة طريقها نحو الأمان، وإذا كانت القطيعة بين الفرقاء سقطت، لكن لم تسقط الاختلافات، لافتا إلى أن الجميع يستشعر الخطر الذي يهدد المؤسسات. وتخوف رشيد من الأسوأ في المرحلة المقبلة، محذرا من أن لبنان يعيش على برميل بارود في ظل وجود حوالى مليون ونصف مليون نازح سوري.