استنكر الباحث في آثار وتاريخ المدينةالمنورة عبدالله بن مصطفي الشنقيطي التعديات على بعض المواقع الأثرية للمدينة المنورة وحماها والتخريب والحفر والتكسير وسحب الرمال منها، مشيرًا إلى أنه لاحظ في زيارته لبعض المواقع أن شعبة ذات الجيش قد دمرت تمامًا بفعل شركة الكسارة الموجودة فيها، مؤكدًا أن هذا الفعل مخالفة صريحة للأمر النبوي بصيانة حمى المدينة من قطع الأشجار أو تدمير البيئة الموجودة فيها.. جاء ذلك في سياق رده على بعض المداخلات في المحاضرة التي ألقاها بنادي المدينةالمنورة الأدبي يوم أمس الأول تحت عنوان «حمى المدينة.. أعلامه وحدوده» وأدارها الدكتور أحمد الشعبي.. وقد استهل الشنقيطي محاضرته بالتنبيه إلى الفارق الجوهري بين الحمى في الجاهلية والحمى في الإسلام، مشيرًا إلى أن الحمى في الجاهلية يحميه شخص متنفذ لأغراضه الشخصية ولا ينظر إلى ما قد ينشأ عن ذلك من معاناة لمن حوله، سواء من قبيلته أو القبائل المجاورة، أما الحمى في الإسلام فلا يأمر به إلا رأس الدولة، ولمصلحة عامة تعود بالنفع العام على مواطني تلك الدولة، أو على فئة منهم لمصلحة راجحة يعود تقديرها لولي الأمر. مستعرضًا كذلك الحمى في العصر الحديث، ومثل في ذلك الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في المملكة العربية للمحافظة علي الحياة الفطرية في البر والبحر. وأوضح الشنقيطي أن حمى الشجر من الخصائص التي اختصت بها المدينةالمنورة، فهي بالإضافة إلى حرمها أضاف لها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حمى يحيط بها إحاطة السوار بالمعصم، وحرم قطع الشجر داخل هذا الحمى، مبينًا قاعدة تحديد الحمى بأن تكون المسافة من المدينة (ومركزها المسجد النبوي الشريف) إلى حد الحمى 12 ميلا، أو ما يقارب ذلك، وأن يكون الحد عند نقطة تقاسم ماء الدوافع من تلاع أو شعاب، أو جبال فما سال نحو المدينة فهو حمى. وما سال في الاتجاهات الأخرى فهو حل. كما حدد الشنقيطي مواضع أعلام الحمى للمدينة المنورة بعشرة مواضع وهي تحيط بالمدينة من ثلاث جهات (الشرقية والشمالية و الغربية) وهي ثنايا مؤدية إلى المدينة وهي ذات الجيش وهي المفرحات والثنية التي كانت تسمى «الحفيرة ، مشيرب، أعلام الضبوعة، أشراف مخيض، مضرب القبة، ثنية الحفيا، العشيرة، وعيره، تيم، ثنية المحدث. وقص الشنقيطي احداث ذات صلة بتلك المواقع متطرقًا الى حرات المدينة وتحديدها.