وصف عدد من المثقفين والنقاد جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للترجمة بأنها عمل ثقافي وحضاري، ستعمل على تحفيز الباحثين والمترجمين السعوديين والعرب في مجال الترجمة على الإبداع والابتكار؛ من أجل نقل النتاج العلمي والثقافي للحضارات والثقافات الأخرى والعكس، ما يتيح فرصة للتلاقح الثقافي بين حضارتنا العربية الإسلامية وغيرها من حضارات العالم، مطالبين بأن يتم فتح فروع للجائزة في مختلف مناطق المملكة.. هنا آراء نخبة من المثقفين والنقاد حول الجائزة وأهميتها ودورها المأمول: بداية، قال الكاتب حمد القاضي إن الحضارة العربية والإسلامية أفادت من ترجمة كتب الثقافات الأخرى، كما أفادت غيرها بترجمة الكتب العربية جائزة خادم الحرمين للترجمة تجيء في هذا السياق الحضاري الثقافي لتفيد أمتنا العربية، ولتستفيد أجيالنا العربية من أفضل ما في الثقافات الأخرى من آداب وعلوم، وفي الوقت ذاته يتم ترجمة أبرز المؤلفات العربية في كافة الشؤون للغات الأخرى لبلورة المنجز الثقافي والعلمي. أما الناقد الدكتور عزت خطاب، فأشار إلى أن دور جائزة الملك عبدالله للترجمة وضع الترجمة في مكانها اللائق في الدراسات الأجنبية، وقد كان ينظر إليها على أنها تابعة للإبداع، لكنها الآن أصبحت جزءا من الإبداع ودراسة الترجمة تقدمت في المجال العالمي، بحيث أصبحت جزءا لا يتجزأ من الدراسات الأدبية والنقدية. ينبغي هنا في المملكة وفي عالمنا العربي أن ينظر إلى الترجمة على أنها لا تقل أهمية عن الإنتاج البحثي في الترقيات الأكاديمية، أرجو أن تؤخذ ترجمة الإبداع بعين الاعتبار لهذه الجائزة؛ لأن ترجمة الإبداع، ولا سيما الإبداع الشعري، أصعب بكثير من ترجمة البحوث العلمية والأدبية، والجائزة سوف يكون لها دور كبير في المستقبل من خلال خدمتها للترجمة. وفي ذات السياق، قال الناقد والباحث عبدالله المعطاني: «لا شك أن جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للترجمة سوف تلعب دورا كبيرا في تطور الترجمة، وسوف تساهم في اتساع الاهتمام بالترجمة، خصوصا أن العرب في حاجة للترجمة ومشاريع الترجمة، ومنها جائزة الملك عبدالله تجعل الجميع يتجه إلى الترجمة من الآداب الأجنبية، ومن اللغة إلى اللغة العربية إلى اللغات الأخرى». بدورها، وصفت الدكتورة أميرة كشغري جائزة الملك عبدالله للترجمة بأنها خطوة إيجابية نحو مأسسة الترجمة، تستطيع من خلالها تقديم خدمات لتبني الترجمة كمؤسسة وليس أفراد فقط، فالترجمة مجال لن يتمكن الأفراد وحدهم بالقيام بأعبائه المتشعبة والكبيرة، وهو يشكل نقلة حضارية تضع المملكة ضمن الدول التي تولي الترجمة الأهمية المستحقة، أتمنى أن يكون للجائزة كمؤسسة للترجمة فروع في جميع مدن المملكة، خصوصا في الجامعات السعودية التي لديها أقسام اللغات والترجمة. من جهته، قال غسان الخنيزي (شاعر ومترجم): الأمل في جائزة الملك عبدالله للترجمة أن تدفع بعملية الترجمة إلى مستوى أكثر اتساعا، والنظر إلى ما يحدث في العالم من ناحية الإنتاجات الثقافية والأدبية والإبداعية، بغض النظر عن اللغة أو الحاضنة الثقافية، وأن تكون أحد الجسور التي تصلنا بثقافات العالم، وهناك هوة كبيرة بين مستوى حركة الترجمة في العالم العربي وحركة الترجمة في معظم دول العالم، حيث يقف العالم العربي في مؤخرة الركب في مجال الترجمة، وما نأمله هو أن يواكب هذه الجائزة جملة من الحوافز، وجملة من التوجيهات في المجال التعليمي والأكاديمي والثقافي بصورة عامة، بحيث لا تصبح الجائزة مجرد حدث سنوي، وإنما تكون حافزا لحركة حقيقية في مجال الترجمة على مستوى المملكة.