يهدد مشروع خط الطرد لمياه الصرف الصحي التابع للمديرية العامة للمياه بمنطقة نجران، والواقع شرقي المدينة، بيئة صحراء الربع الخالي، حيث يشكل خطراً على حياة الإبل والأغنام التي تروي عطشها من مياه المشروع الملوثة، والذي يقع على مشارف صحراء الربع الخالي. وتذمر عدد من السكان من تلوث منطقة الرعي والتي تتكاثر فيها الإبل ويرتادها كثير من الزوار بمياه الصرف الصحي، موضحين أن مساحات شاسعة من الصحراء أصبحت لاتطاق بعدما لوثتها المياه، دون أي رقابة تذكر من مديرية المياه. وكشفت جولة «عكاظ» على موقع تصريف مياه الصرف الصحي وجود ثماني غرف تفتيش (منهول) مفتوحة، وتشكل خطراً على حياة المارة، إضافة إلى تغطية هذه المياه نباتات الصحراء التي تحولت من أرض قاحلة إلى نهر جار. وقال عايض آل سويدان الذي رافق «عكاظ» إن الأهالي يشكون من تلوث مياه الوجيد التي تغذي نجران وأرجاء من منطقة عسير، مبينا أن الموقع يحظى بتواجد أسر كثيرة من عشاق الصحراء ويخشى سقوط الأطفال في غرف التفتيش المفتوحة دون أدنى مسؤولية من إدارة المياه. وأوضح محمد آل خريم، أن الموقع يعد مرتعا للإبل، ومكانا صحراويا يشكل وجهة سياحية لكثير من أهالي وسكان نجران، إلا أنه أصبح ملوثا بمياه الصرف الصحي، مبينا أنه كان يأمل أن تبادر مديرية المياه بالمنطقة بالتنسيق مع أمانة المنطقة لاستخدام مياه الصرف في ري حدائق وجزر شوارع المنطقة. واعتبر فهيد آل سويدان، أن مديرية المياه بنجران أفسدت جمال صحراء الربع الخالي، لأنها شريكة في تحمل مسؤولية التلوث، وتساءل «أين دور محطة معالجة مياه الصرف الصحي في المحافظة على بيئة مدينة نجران؟». «عكاظ» واجهت مدير عام المياه بمنطقة نجران المهندس محمد بن حسين آل دويس، بمشكلة تلوث بيئة صحراء الربع الخالي، فقال إن المياه عبارة عن مياه خط الطرد لمياه الصرف الصحي المعالجة بنجران، وتم اختيار الموقع لبعده عن السكان، وباعتباره موقعا حدوديا لا يرتاده الزوار. وأضاف أن مياه خط الطرد تعالج حاليا جزئيا لأن المحطة لازالت في بداية التشغيل وهي مرحلة تنشيط البكتريا، مشيراً إلى أنه بعد اكتمال تنشيط البكتريا سوف تصبح المياه نقية. وأشار إلى أن التفريغ سيستمر في الموقع الحالي إلى أن يتم تشغيل المشاريع للاستفادة من مياه المعالجة، كاشفاً عن مشاريع شرق المدينة الجامعية، وحرم المطار، ومزارع الري ولا تزال تحت التنفيذ، مبينا أن تجاوز بعض صهاريج الصرف الصحي وتفريغها لحمولاتها في غرف التفتيش يعتبر تجاوزا ويجري متابعتهم. وحول عدم وجود أغطية لغرف التفتيش، كشف آل دويس أنها تعرضت للسرقة، وهي ظاهرة تعاني منها المنطقة بشكل مستمر. وبمواجهة مدير جمعية البيئة السعودية في منطقة نجران علي بن سالم هران بشكاوى المواطنين، قال إن مديرية المياه بالمنطقة عرضت على الجمعية مشروع مياه خط الطرد لمياه الصرف الصحي بمحطة المعالجة، باعتبار أن المياه ستكون نقية ولا تهدد البيئة، وأن هذا المشروع يشكل إضافة حقيقية للبيئة. وزاد هران بأن مسؤولي المياه بالمنطقة أكدوا بأنه يجوز شرعا الوضوء من المياه بعد معالجتها كونها مياها ثلاثية الأبعاد، مشيراً إلى أنه كان من المفترض أن تفرغ مياه مشروع خط الطرد لمياه الصرف الصحي المعالجة في وادي نجران الأعظم، إلا أن صاحب المشروع وجد اعتراضات من المواطنين، فتم تحويله إلى صحراء الربع الخالي شرق المدينة، مبينا أنه لا يوجد أي ضرر من المياه المعالجة كونها نقية وخالية من أي شوائب حسب تأكيد مسؤولي المياه بالمنطقة. وقال ابن هران، إن المياه المعالجة تعد ثروة، ويجب الاستفادة منها في ري المسطحات الخضراء والزراعة أيضاً، مطالباً أمانة نجران بسرعة معالجة مرمى النفايات والصرف الصحي القديم المجاور لحرم المدينة الجامعية، خاصة بعد أن تم تشغيل محطة الصرف الصحي ولم يعد الموقع يستخدم حتى لا تزداد الأوضاع سوءا.