أثار غياب المرأة النجرانية عن قرية نجران بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية في دورته 29 وللعام الثاني على التوالي استغراب عدد من سيدات منطقة نجران، وبعد أن حرمت من المشاركة في مختلف الجوانب النسائية التي تبرز من خلالها سيدات وفتيات المنطقة كمثيلاتها من المناطق والمحافظات الأخرى. وقالت فوزية زاهر بالحارث عضو اللجنة النسائية في مجلس الاستثمار بمنطقة نجران بأن هذا التغييب يعد مساسا بحق المرأة النجرانية في المشاركة في مهرجان الجنادرية، خاصة أنها تمتلك مقومات ثقافية قوية وعريقة تخولها بأن تمثل فيها البنت النجرانية كغيرها من نساء المملكة وأشارت إلى أن المرأة النجرانية تملك القدرة والطموح، وهي بطبعها منجزة في عملها وأفكارها وثقافتها التراثية العريقة والتي ما زالت حتى وقتنا هذا محافظة عليها كونها جزءا منها ومن ثقافة مجتمعها، وحملت الجهات المسؤولة والمعنية بتراث المنطقة هذا الإهمال والإنقاص من حق المرأة النجرانية، وقالت بأن على المسؤولين أن يعملوا وبقوة على مشاركة المرأة النجرانية في هذا المهرجان مستقبلا، وأن يشركوها في نقل ثقافة وتراث المنطقة إلى المناطق الأخرى، واعتبرت مهرجان الجنادرية فرصة لتبادل الخبرات ونقل صورة حقيقية وواقعية عن عادات وتقاليد المناطق والمحافظات. أما فاطمة اليامي مديرة القسم النسوي لباب رزق جميل فتساءلت عن أسباب تهميش المرأة النجرانية في مهرجان الجنادرية، وقالت: نحن كسيدات غيبنا من حضور أكبر مهرجان للفكر والثقافة، وطالبت المسؤولين بأن يفعلوا دور المرأة النجرانية في مثل هذه المهرجانات، وأضافت «استبشرنا خيرا بافتتاح قرية نجران ورسمنا آمالا عليها في التعريف ونقل الموروث الشعبي للمرأة النجرانية من خلالها لكن التهميش كان مصيرنا». وتقول رئيسة القسم النسائي بمركز التنمية الاجتماعية مها أبو ساق «كانت لنا مشاركة في العام الماضي من خلال إرسال مجموعة من أنشطة الأسر المنتجة وعرضها بقسم خاص بوزارة الشؤون الاجتماعية في الجنادرية، ضمن مشاركة مراكز التنمية الاجتماعية بالمملكة، إلا أن غياب المرأة النجرانية التي تتميز بحرفتها ومهنتها التراثية وحبها للماضي وعرض كل ما يشرف ويمثل منطقة نجران أمر مستغرب». وترى الإعلامية فاطمة اليامي، بأن هذا التغييب يأتي كنتيجة لتراكمات ثقافية واجتماعية من الماضي والنظرة الدونية للمرأة النجرانية من قبل المجتمع الذكوري، على أنها غير قادرة على العمل والعطاء المثمر بالرغم من بروزها في مجالات عدة، منها الطب والتعليم والاستثمار، ولولا هذه الإنجازات لظلت المرأة النجرانية حبيسة جدران التخلف التي كانت مفروضة عليها حقبة من الزمن، ورأت بأن المرأة هي روح المجتمع وبدونها يصبح المجتمع أحادي القطب، وتغييب المرأة النجرانية عن المشاركة بمهرجان الجنادرية لهذا العام أسوة بمثيلاتها من باقي مناطق المملكة ليس بغريب وهذا أمر ليس بحديث عهد فقد غيبت في مهرجانات ومشاركات عدة وهذا يسهم في حجب ما لديها من إبداع، وهذا يعد تهميشا للمرأة النجرانية وفق عمل مؤسسي مدروس، وقالت بأن المشاركة بهذه المهرجانات لا تحتكر لجنس دون الآخر ولا بد من تفعيل دور المرأة والاستفادة منه على كافة المستويات، فمن أقصى دورها في المشاركة يعتقد بجهلها في التراث وهذا الجهل برأيهم يجعلها مقصرة عن إثبات وجودها، ولكن سواء آمن بعضهم بالقيم والعادات والتقاليد أم لم يؤمنوا فإن الإبداع الحقيقي والمشاركة الفاعلة بنظري لا يجوز أن تنسلخ عن قيم صار القابض عليها كالقابض على الجمر لأن ألم الاحتراق يصفي الذات المبدعة فتقرأ الحاضر وتستشرق المستقبل من دون أن تنسلخ عن تراثها، وأشارت إلى أن المرأة النجرانية كالشمس عندما يحين وقت شروقها تنزاح العتمة من أمامها ولكن هذا الإشراق مشروط بتوليد طاقة حياة وتفعيل دورها بالمجتمع دون إقصاء أو تهميش فهي قادرة على الخلق والتجديد في كافه نواحي الحياة، واعتبرت اليامي أن تهميش المرأة النجرانية في هذه المهرجانات والاحتفالات يعني تغييب دور نصف المجتمع والحل الوحيد للخروج من هذا الإقصاء هو أن تكون المرأة ممثلة بنفسها في آليات صناعة القرار لأنه يستحيل أن ينهض المجتمع سواء كان صغيرا أو كبيرا بإضعاف أو استضعاف نصفه.