أجمع مشاركون في ندوة الدبلوماسية السعودية والمتغيرات الإقليمية والدولية على تمسك المملكة بانتمائها العضوي للأمتين العربية والإسلامية والوفاء بالتزاماتها مع الشعوب العربية، ومواقفها شاهدة منذ بدء توحيد المملكة كون سياستها تقوم على مبادئ راسخة لم تحد عنها يوما ما إضافة إلى توازنها في قراراتها واحتفاظها بمكانة كبيرة تحفظ هيبتها أمام العالم، وتناول المحامي المصري الدكتور خالد أبو بكر أسس الدبلوماسية السعودية القائمة على الانسجام مع روح الشريعة الإسلامية واحترام مبدأ سيادة الدول ورفض العنف والظلم والعدول والسعي لارساء قواعد العدل والسلام والإخاء مع الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات وتطبيق سياسة متوازنة في انتاج وتسويق النفط والانحياز التام لحقوق الشعوب، فيما استعرض الباحث الإيراني علي نورة زادة تاريخ العلاقات السعودية الإيرانية منذ حكم شاه إيران، واصفا العلاقات قبل الثورة بالمتميزة والتكاملية في عدة مجالات، مشيرا إلى أن السعودية من أوائل الدول التي باركت الثورة الإيرانية وتم بعث رسالة للإمام الخميني تدعو لمواصلة التعاون على الصعيد الاستراتيجي وتفعيل الحوار بين القيادات، محملا الإعلام الإيراني مسئولية التصعيد وتأجيج نار الخلاف مع السعودية، ولافتا إلى أن الحرس الثوري وفيلق القدس وفاتحي دكاكين الثورة في العالم ومنهم من يتولى مناصب في العراق من المنتمين لحزب الدعوة أججوا جحيم الخلافات كونهم تجار كلام وأثاروا مخاوف السعودية من خلال شعاراتهم ومنها أن تحرير القدس يمر من مكة او من الكويت، وبرر زادة دعم دول الخليج للعراق كون الخطاب الإيراني يصرح بتصدير الثورة، وامتدح عهد خاتمي مستعيدا إرساله رافسنجاني لتعزيز العلاقات مع السعودية التي استمرت ثماني سنوات هادئة ووادعة وتعاونية خصوصا في الجانب التجاري، فيما تعامل الملك عبدالله مع نجاد كأحد أبنائه واستضافه وسار معه ممسكا بيده، ووصف زادة خامنئي بالممثل للإسلام الشيعي المتطرف شأن أسامة بن لادن الذي مثل الإسلام السني المتطرف، وقال أتمنى أن يبادر عقلاء إيران إلى تسوية القضايا العالقة مع دول الجوار، واصفا الرئيس روحاني بالقادر على إعادة الهدوء وإصلاح الخلل لأن إيران والسعودية بحاجة إلى بعضهما، فيما وصف الباحث السعودي الدكتور أسعد الشملان الحراك الدبلوماسي مع ثورات الربيع العربي بالبطيء مقارنة بما سبقه من أعوام كون الانتفاضات العربية كانت مفاجئة للجميع وكانت السعودية تحاول استيعابها، مؤكدا أن أكبر التحديات التي تشهدها السعودية حاليا تتمثل في انهيار نموذج الدولة الوطنية، مؤملا أن يكون اتفاق 5 + 1 هزيمة للمتشددين في إيران ما يمكن إعادة تأهيل إيران ويخفف حدة الصراع، فيما تناول وزير الإعلام الأردني الأسبق صالح القلاب الدبلوماسية السعودية مع التحولات مستشهدا بالموقف الشجاع من قضية فلسطين واجتماع الخرطوم بعد هزيمة 67، ومؤتمر الطائف المعيد لوحدة اللبنانيين، والمصالحات الدائمة بين الأطراف المتنازعة في العالمين العربي والإسلامي.