تغري الأجواء المعتدلة والنسائم العليلة التي تخيم على المنطقة هذه الأيام، أهالي محافظة النعيرية لشد الرحال إلى البرية ونصب الخيام على أطراف مليجة، خاصة بعد الأمطار الأخيرة التي كست الأودية والفياض بالعشب الأخضر، حيث يقضون أوقاتا ممتعة بين أحضان الطبيعة الخلابة وتبادل الأحاديث واسترجاع الذكريات والمواقف الطريفة. جلسات برية وأوضح ل«عكاظ الأسبوعية» عواد فياض عواد العجمي، أنه يملك قطيعا من الإبل ويتواجد في البرية مع إبله في الصيف والشتاء، وقال «مع اعتدال الأجواء أنصب خيمتي لاستقبال الضيوف الذين يتوافدون بصفة يومية إلا أنه من بعد اعتدال الجو في الشتاء والربيع في كل عام أنصب مخيما لاستقبال الضيوف ومنهم أشقائي وأبناء العمومة بالإضافة الى الأصدقاء الذين يأتون لقضاء أوقات ممتعة في البر»، ويضيف «جلسات البر تريح النفس، والبعض يصطحب أبناءه الصغار، حيث يقضون أوقاتا ممتعة بعيدا عن صخب المدن وازدحام الطرق والاختناقات. حليب الإبل بدوره ذكر طالب الثانوي عبيد عواد العجمي، أنه يجد متعة كبيرة بتواجده في البرية مع والده، ويضيف «منذ أن كنت طفلا صغيرا، كنت أرافق والدي في جلساته البرية في أماكن تواجد الإبل، حتى تحولت إلى عادة أحرص عليها بانتظام»، مشيرا إلى أنه يأتي إلى البرية كلما سنحت الفرصة للاستمتاع بالهواء الطلق بعيدا عن المدينة وضوضائها، ويستضيف أبناء أعمامه الذين يزورونه باستمرار، ويتابع «نتجاذب أطراف الحديث في الفترة المسائية من بعد العصر إلى آخر الليل ونحرص على تناول حليب الإبل خلال جلسات السمر ونتعلم من آبائنا العادات والتقاليد الحميدة». نشاط وحيوية من جهته، وصف الشاب عبدالله صباح فياض العجمي، جلسات البر بالممتعة، وقال «نحس في البرية بالسعادة والنشاط والحيوية، وهنا نتعلم من آبائنا الرجولة والصبر والتقاليد العربية الأصيلة»، ويضيف «تصدر عن بعض الشباب سلوكيات سيئة مثل الاستعراض والتفحيط والتسكع في الشوارع والأسواق، وأنا شخصيا أستهجن أفعالهم ولا أمارسها، والفضل يعود بعد الله إلى والدي الذي أحسن تربيتي». ويعتقد الشاب عبدالرحمن خلف فياض العجمي، أن طلعات البر الجماعية تمنح الشباب الفرصة لإفراغ طاقاتهم، وهي بالإضافة إلى ذلك متعه وراحة نفسية وبدنية وتزيد من سعادتنا، ويضيف «نشعر بالألفة والأخوة ونستمتع في هذه الأجواء الجميلة»، ويوافقه الرأي كل من طلال خلف، فهاد فلاح، فهد فلاح وعبدالرحمن وعبدالعزيز صباح العجمي، وقالوا «نستغل إجازة نهاية الأسبوع للترويح عن النفس في البرية والتلذذ بشرب حليب النوق وهي عادة محببة لدينا، والتمتع بمنظر العشب الأخضر في البرية». وأضافوا «يلح عبيد عواد ابن عمنا على التواجد معه في البر، ونحن نستمتع بقضاء أوقات مفعمة بالسعادة مع أشقائنا وأبناء أعمامنا في البر، حيث نقضي أوقاتنا في المرح واللعب واسترجاع المواقف الطريفة، ويزيد من سعادتنا وجود آبائنا الذين يوجهوننا لما فيه خير لنا في مستقبلنا من طاعة لله ثم لوالدينا، وتوجيهاتهم ستبقى راسخة في أذهاننا مدى الحياة».