لفت الأديب والشاعر الدكتور إبراهيم السعافين إلى تميز الشعراء السعوديين إذ بلغ بعضهم درجة المساواة مع كبار شعراء العالم العربي. وبين في ليلة تكريمه البارحة في اثنينية خوجة ضرورة تأهيل الناقد، وذلك ليس بالاقتصار على القراءة بل بالاستعداد والصناعة، منوها بالسمات التي ينبغي على الناقد التحلي بها فلا يستعلي على الآخرين، أو يصادر آراءهم، بل لا بد من تحليه بالأمانة والموضوعية والإقناع، وقراءة النص من الداخل. وذكر أن الجمع بين النقد والفنون الأدبية ليس ميزة بل يكون أحيانا من باب المصادفة. وعرج إلى تحقيق أبو الفرج الأصفهاني إذ بين أنه ليس كتابا تحقيقيا وإنما هو رواية وحكايات وهو أقرب إلى القصة. وأشار إلى بعض المفاصل في حياته خلال فترة دراسته في القاهرة حيث انطلق إبداعه، وأشعاره، ودراسته النقدية وما حققه من بحوث وإصدارات. من جانبه قال مؤسس الاثنينية عبدالمقصود خوجة إن الضيف القادم من الأردن مبدع في مجالات عدة كالشعر والنقد، إضافة إلى الرواية، والأب. ولفت إلى أن الضيف ترك بصمات في مسيرته العملية والعلمية، إذ له أكثر من ثلاثين مؤلفا، كما حاز جائزة الملك فيصل العالمية. ونوه إلى أن السعافين اهتم بالتجربة النقدية إذ هو صاحب مشروع نقدي، تمحور حول قراءة النص الأدبي العربي، فهو يعمل على قراءة التراث كما عمل على الربط بين نشأة الفنون القصصية، والمنجز الحضاري العربي، من خلال دراسة الرواية، والقصة، والمسرحية، والمقامة، فضلا عن أن دراسة حركة الإحياء بتنوعاتها واتجاهاتها المتداخلة، مكنته من متابعة مسيرة النص الأدبي، من خلال ارتباطه بالجذور الثقافية. وأضاف أن شخصية الضيف الأكاديمية تبين أنه متمرس حاذق، يجيد التعامل مع طلابه، وكثيرا ما يثير اهتمامهم البحثي بما يضعه من علامات استفهام وتعجب. وذكر خوجة أن الضيف ذو شاعرية مميزة، فقد نشر باكورة إنتاجه الشعري عام 1384ه، وهو صاحب رؤية شعرية متجذرة، تنهض بالتأمل في مسيرة المكابدة التي عاشها منصهرا في أبناء وطنه وأمته الذين يتأثرون بما يجري حولهم، معلنا عن ضيف الاثنينية الأسبوع القادم الشاعرة، والكاتبة والصحافية، زينب غاصب.