** سجلت المواطنة الكابتن طيار نوال هوساوي نقطة بيضاء في النسيج الوطني لبلادنا محققة بذلك نصرا على النعرات غير المسؤولة التي يطلقها بين الحين والآخر من لا يعي أهمية البناء المجتمعي لأبناء الوطن الواحد، خصوصا في بلد قام على وحدة أساسها الدين الذي جعل من «بلال» صحابيا جليلا بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة في أكثر من حديث شريف.. وهو الدين الذي جعل من سلمان الفارسي رضي الله عنه صاحب منزلة عند رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولم تصنع «اللحمة الوطنية» في بلادنا أو تضع أي فوارق أو مراتب أو فئات لمواطنيها فجميعنا نتمتع بحقوق نتساوى فيها أمام الشرع وأمام أنظمة ولوائح الدولة.. فالتميز والتفوق والعلم والخلق والثراء والإبداع.. كلها طباع وتكوين ومكتسبات لا ترتبط بلون أو قبيلة أو أصل أو فرع.. وكلما زاد الوعي وتطور العلم وجدت المساواة.. ولذلك رأينا الكيني الأصل باراك حسين أوباما رئيسا للمرة الثانية لأكبر دولة في العالم. إن رائحة العنصرية نتنة ومقززة كما قال عنها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام قبل 1435 سنة «دعوها فإنها منتة».. وإثارتها لا تعكس وعيا أو تبرز علما أو تقدم خلقا وأدبا وإنما تظهر جهلا وانتكاسة سلوكية تجاوزها الزمن الذي لا يعترف إلا بالقدرة والقوة و «المال». ** أرادت «نوال هوساوي» ترسيخ مبدأ «اللحمة الوطنية».. وقد نالت بذلك مؤازرة من أبناء الوطن وبناته تجلت في ذلك الكم الهائل من التعليقات التي حملتها كل وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع على اختلاف اهتماماتها بما في ذلك مواقع الصحف الورقية والإليكترونية وكلها ردود فعل إيجابية في 99 % منها، وعكست وعيا مجتمعيا عاليا وإدراكا وطنيا كبيرا ينبذ العنصرية ويؤكد على أن أبناء الوطن نسيج واحد مهما تنوعت جذورهم وألوان بشرتهم. «دعوها فإنها منتنة».. ولنركز على العلم والعطاء للوطن فلربما يكون «عنصري» وبالا وشرا على وطنه وأمته.. ويقابله «مواطن» يعشق تراب هذه الأرض ولا يشَغُله إلا خدمة الوطن والمساهمة في تنميته.