في الآونة الأخيرة تكاتف الجميع دفاعاً عن مقام سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الكلام والإساءات التي قيلت عليه بأبي هو وأمي وهذه الوقفات النبيلة تدل على محبته عليه الصلاة والسلام وعلى تكاتف أمته وإتباع نهجه وإن ما حدث تقديراً وتنبيهاً إلهياً كي ينتبه جميع الناس ويتكاتفوا كما حدث. لكن استغل بعض من الناس ذلك التكاتف الذي وقع والخلاف والكلام المسيء لإشعال بعض الفتائل التي تدل على عدم إتباعهم للسنة المطهرة بشكل سليم مما أوقعهم في فخ رد الإساءة بالإساءة. أعلم أن الكثير سيختلف معي وسيقول أن هذا نبينا محمد ويجب الدفاع عنه بأي وسيلةٍ كانت، وأنا سأقول لكم جميل هذا الكلام لكن مهلاً لأوضح لكم ما يدور في خاطري. لن أدافع عن الشخص الذي أساء الأدب مع الله ومع الرسول ولا أقصد بالإساءة أنهم شتموا وجرموا من تفوه بتلك الكلمات إنما أقصد " العنصرية " التي سمعناها وشاهدناها في بعض التغريدات والردود والأشعار التي قيلت في ذلك فمثلاً من قال ( هذا بخاري ) وغيره من قال ( هذا ممن قذفهم البحر على شاطئ الحرمين للحج والعمرة ولم يعودوا مرة أخرى ) وما إلى ذلك من كلام لا يرتضيه دين الله ولا سنة الحبيب عليه السلام ولا تندرج ضمن تعاليمه ولا شمائله ولا خلقه الكريم الذي كان خلقه القرآن الذي أنزل فيه ( كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس ) أي كل من اتبع الرسول الكريم فهو من تلك الأمة الذي قال عنها الله سبحانه وتعالى " خير أمة " وقال عليه السلام ( لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح ) فما قيل من ردود دفاعية ليست من العمل الصالح لأنها تخالف قول سيدي رسول الله حينما قال ( اتركوها فإنها " منتنه " ) منتنه .. نتنه .. عفنه مرفوضة غير مقبولة، هذا هو نهج وسنة من ادعى بعض ممن يرددون بهذه الألفاظ أنهم يدافعون عنه. قال أحدهم ( هو بخاري ) ويرد عليه التاريخ الإسلامي بقوله ( أنسيت أن من جمع الأحاديث هو " الإمام البخاري " الذي يعود من أرض بخارا ) وقال آخر ( نحن من بلاد الحرمين كيف يظهر من بيننا شخص ينطق بهذه الإساءات المشينة على الرسول الكريم ) ويرد عليه كل من ينتمون حقاً إلى بلاد الحرمين بقولهم ( وأنت أيضاً من بلاد الحرمين كيف ينطق لسانك بتلك " العنصرية " المرفوضة ديناً وخلقاً )، وكم يؤسفني أنها أصبحت عادة نستمع إليها كثيراً في كل يوم. وأخيراً أقول لمن يردد بتلك العنصرية أن جلالة المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله أسس ووحد أرض الحرمين على التوحيد .. توحيد الله سبحانه وتعالى ثم الوحدة الوطنية لا على العنصرية والتفرقة بل وجمع صفوف الدولة على صف واحد وهو " الوطن " الذي نستظل به ونعيش على أرضه وحماه. لذلك أرجو أن نكون كذلك. [email protected]