على الرغم من الدعم المقدم لفئة الأيتام، إلا أن كثيرا من هذه الفئة لازال يعاني مما يعتبرونه نقص الإمكانيات والدعم الموفر لهم، مما يعوقهم عن الحياة الكريمة المناسبة التي تكفيهم، ناهيك عن أن تعوضهم فقدان أي من أركان الأسرة. ومع انتشار أوجه الدعم الخيري للأيتام، لازال ينظر أفراد من هذه الفئة وبعض المختصين والداعمين، إلى الدعم باعتباره قاصرا عن توفير الاحتياجات الضرورية، الأمر الذي يفرض الحاجة الماسة لتصحيح المسار وتعديل الخطط وآليات التطبيق بوضع الأطر المناسبة لتفعيل سرعة دعم الأيتام. خلصت دراسة في حلقة نقاشية أجرتها جامعة الدمام على أيتام جمعية «بناء» بالمنطقة الشرقية من خريجي وطلاب المرحلة الثانوية ودبلومات ما بعد الثانوية، إلى أن الخدمات الصحية وإيجارات السكن والتعليم والتوظيف أهم مطالبات الأيتام الأساسية فيما حلت برامج الترفيه والتطوير في المرتبة الثانية. وتأتي هذه الدراسة، والتي شارك فيها أعضاء هيئة التدريس بجامعة الدمام برئاسة عميد تطوير التعليم الجامعي الدكتور عمر المعمر، ضمن نتائج اتفاقية الشراكة المبرمة ما بين جامعة الدمام والجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية. وقد ضم فريق الدراسة أكاديميا الدكتور ممدوح هلالي، الدكتور ناصر حلمي، الدكتور عبدالرحمن بديوي، وليد الصياد، الدكتور أحمد الشركسي. حيث تناولت النقاشات المستمرة حول محاور الحياة العامة التي يتعايش معها اليتيم في الجوانب (الاجتماعية، والصحية، والتربوية، والرياضية، والترفيهية، والدينية، والنفسية) حيث استمع الفريق لاحتياجات الأيتام حسب الأولوية بالنسبة لهم وكان من أهمها توفير مبالغ إيجار السكن وكذلك تأمين المواصلات الدراسية والجامعية وإيجاد فرص وظيفية ودورات تدريبية وتطويرية، وكذلك مراعاة الاحتياجات الصحية للأيتام وأسرهم. ثم انتقل النقاش لهوايات وإبداعات الأيتام حيث أظهرت مداخلات الأبناء معرفة بعضهم باستخدام الحاسب الآلي باحترافية في مجال البرمجة والتصميم وكذلك هناك من يمتلك موهبة في مجال إصلاح الأجهزة الكهربائية ومنهم من يمتلك هواية الرسم وغيرها . ومن ضمن المحاور التي تم مناقشتها الاحتياجات الرياضية حيث طالبوا بالاشتراك في نواد وصالات رياضية تكشف مواهبهم وفتح المجال في أنشطة رياضية عامة. غياب دراسي وفي الجانب التعليمي والتربوي حيث أوضحت مداخلة الأبناء ارتفاع نسبة الغياب لدى بعض الطلاب ما بين أسبوع وعشرين يوما في الفصل الدراسي الواحد، وبخصوص نتائج التقييم الدراسي وجد أن الملتحقين بالمدارس الخاصة درجاتهم أعلى من طلاب المدارس الحكومية، وأكدوا على رغبتهم في إكمال الدراسة الجامعية خارج المملكة والبعض الآخر يرغب بالحصول على وظيفة مهنية أو فتح مشروع صغير. كما تم التطرق للجانب النفسي من حيث أهم المشكلات السلوكية التي يواجهها بعض الأفراد في المجتمع، لعل أهمها الشعور بالحرج إذا علم الآخرون أن الجمعية تساعدهم، إلا أن درجة الثقة بالنفس من حيث القدرة على أداء الأعمال وحمل مفهومها جيداً كانت مرتفعه عند هؤلاء الأيتام. تجارب الدول وطالبت نائبة رئيس مجلس إدارة جمعية فتاة الأحساء التنموية بالاستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا في تطوير البرامج الموجهة لدعم الأيتام وإيجاد تنظيم أفضل للدعم المقدم لهم بحيث يكون أكثر تنظيماً مما يعود بالنفع على تلك الفئة. وأبانت أن الدولة تقدم دعما عبارة عن مبالغ مقطوعة للأيتام الموجودين في الدور، كما أن كثيرا من فاعلي الخير يقومون أيضا بتقديم دعم، ولكن هذا الدعم يظل غير كاف وبالكاد يكفي للاحتياجات الضرورية، مفيدة أن الأيتام يحتاجون مشاريع مستقبلية لتأمين العيش الكريم لهم مثل حاضنات الأعمال وغيرها من المشاريع التي توفر دعما لهم حتى لا يصبح مستقبلهم غامضا ومجهولا. وأفادت أن المجتمع السعودي من المجتمعات التي تحرص على فعل الخير وتقديم الدعم لكل من يحتاجه ومن ضمنهم الأيتام ولو كان هناك تنظيم أفضل لأصبح هذا الدعم أكثر فائدة لمستحقيه. دعم مباشر وأوضح عبدالرحمن محمد أبو رياح أمين الصندوق وعضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية بالباحة، أن الجمعيات الخيرية لديها برامج لدعم الأيتام باعتبارهم فئة غالية تستحق الدعم، من خلال الدعم المالي بين كل فترة وأخرى، وتوزيع السلة الغذائية بدون انقطاع طوال العام والتي تحوي جميع المواد الغذائية وهناك أيضا كسوة الشتاء التي تساهم فيها الجمعية للطلاب والطالبات المحتاجين وأيضا إفطار صائم في شهر رمضان المبارك وكسوة العيد والحقيبة المدرسية، كما أن الجمعية بدأت في الآونة الأخيرة باستئجار مبان للمحتاجين لمدة عام واحد وفق ضوابط محددة حتى يستطيع المحتاج أن يعيد ترتيب وضعه ومن ثم دعمه. وكذلك المساهمة في بناء المساكن للمحتاجين. كما تساهم الجمعية مع الجمعيات الأخرى في حالات إنسانية لدى جمعيات، لا تستطيع أن تقدم الدعم الكافي لها، لذا تتعاون الجمعية معهم في هذا الصدد، مبينا أن جمعية البر الخيرية بالباحة تعتبر من أقوى الجمعيات على مستوى المنطقة، من حيث الدخل فلديها العديد من العقارات المؤجرة لجهات حكومية مختلفة وكذلك ما تتلقاه من أهل الخير والموسرين في هذه البلاد المباركة ودعم وزارة الشؤون الاجتماعية السنوي، وهذه تساهم بشكل كبير في أن تقدم الجمعية برامجها الإنسانية للفقراء والمساكين خصوصا أولئك المنتسبين للجمعية في نطاقها بالباحة. وبين مدير جمعية البر والخدمات الاجتماعية بمحافظة المندق عوض بن احمد موسى الزهراني أن الجمعية تعمل على قدر استطاعتها وإمكانياتها المحدودة في توفير الكثير من الخدمات للأيتام، ومن بين ذلك استقطاع شهري لعدد 31 يتيما تحول لحساباتهم مباشرة وصرف حقائب وزي مدرسي بداية كل فصل دراسي، وصرف سلات غذائية مرتين في السنة، وأيضا صرف كسوة الشتاء وكسوة العيد وقد تم إلغاؤها هذا العام لعدم توفر الدعم المالي. مشاريع الأيتام أكد ل «عكاظ» مدير فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي، بأن فئة الأيتام تحظى باهتمام بالغ، حيث يتم خدمتهم كذلك عن طريق الجمعيات الخيرية، لافتاً إلى أن هناك دعماً للأسر المنتجة من الأيتام، وهذا الأمر من أهداف الوزارة لتحويل الأسر من معول إلى عائل، مبيناً بأن هناك نماذج مشاريع للأيتام يتم دعمها من الوزارة، حيث تتواصل الوزارة مع الجهات المختصة من أجل هذه المشاريع ، لإنجاحها على الشكل الذي يحقق السعادة لهذه الفئة. وأشار آل طاوي إلى أن هناك تواصلا تاما مع وزارة العمل في توفير الوظائف المناسبة للأيتام والتي تتناسب معهم، حيث هذه الشراكة الوظيفية حققت الكثير من التوظيف لهذه الفئة. من جهته، أوضح أحمد الثمالي رئيس مجلس إدارة جمعية البر الخيرية بقرى بلاد ثمالة، بأن الجمعية ترعى 85 يتيما ويتيمة ، حيث تم الصرف خلال هذا العام على برنامج الأيتام مبلغ 120 ألف ريال، وإدراجهم في برنامج السلة الغذائية ، وبرنامج إفطار صائم، بالإضافة إلى برنامج إعانة حاج، وبرنامج إعانة الزواج، وبرنامج كسوة العيد، وبرنامج كسوة الشتاء، مشيراً إلى أن الكثير من الأيتام يمتازون بالمواهب ولهم عطاء خير تم الوقوف عليه في الجمعية سواء تعليميا أو عمليا.