من يطلع على الأدبيات المعاصرة للجماعات الإسلامية التي سلكت طريق العنف والإرهاب سيتهيأ له كما ولو أن سفك دماء البشر هو أعظم القربات إلى الله وأكثر ما يرضي الله، ولهذا يزعمون أن جماعتهم ستقيم الخلافة على منهاج النبوة بأكبر قدر من العنف والدماء وفي أديباتهم وأناشيدهم سادية ومازوخية صادمة يصرحون فيها بالتلذذ بالعنف والدماء والأشلاء، لكن الحقيقة أنه لو كان العنف وسفك الدماء يرضي الله أو يرضاه الله كأساس لإقامة دولة باسم شرعه لرضيه لأكثر أنبيائه عبادة وصياما داود وكان من قتلهم داود من الكفار فمنعه الله من بناء معبده الذي هو أساس دولته الدينية، روى ابن كثير عن الطبراني (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أمر داود أن يبني مسجدا، فلما تم السور سقط ثلاثا فشكا ذلك إلى الله عز وجل، فقال: يا داود إنك لا تصلح أن تبني لي بيتا، قال: ولم يا رب؟ قال: لما جرى على يديك من الدماء، قال: يا رب أو ما كان ذلك في هواك ومحبتك؟ قال: بلى ولكنهم عبادي وأنا أرحمهم). وقال الطبري: فأوحى الله إليه (إنما يبنيه ابن لك طاهر اليد من الدماء) ولهذا أسمى داود ولده سليمان والذي يعني بالعبرية؛ المسالم. ومنع الله سليمان من استعمال الحديد في موقع البناء لأنه آلة سفك الدماء.، فالروح الإنسانية مقدسة بحد ذاتها، ولهذا وقف النبي احتراما لجنازة يهودي، وقال لمن أنكر عليه ذلك (أليست نفسا؟) وقال: (من خرج من أمتي على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي بذي عهد فليس مني) ولما نظر النبي إلى الكعبة قال (ما أعظمك وأعظم حرمتك، وللمؤمن أعظم عند الله حرمة منك). [email protected]