بنى أحد الأصدقاء منزلا في ضلع جبل، واشترى من ضمن الأثاث «خزنة حديدية» متوسطة الحجم احتاج توصيلها ورفعها ووضعها في مكانها بالمنزل إلى أربعة رجال أشداء ، وفي صيف أحد الأعوام ذهب صاحبنا مع أسرته إلى القاهرة في رحلة سياحية استغرقت شهرا، ولما عاد وجد الصندوق قد سرق وحمل حملا فأخذ يردد الزومال الصعيدي القائل: سرقوا الصندوق يا أفندي لكن مفتاحو معايا!، وللزومال حكاية وهي أن حارسا كلف بحراسة صندوق به مجوهرات ونقود فسرى على الصندوق لصوص محترفون، فلما أصبح الصباح واكتشف الحارس سرقة الصندوق هرع لإبلاغ صاحبه الأفندي بما حصل مطمئنا إياه بقوله: لكن مفتاحه مازال معي؟!، فلما سمع أهل القرية بالحكاية رددوا معه الزومال حيث يقول فريق منهم: سرقوا الصندوق يا أفندي فيرد الفريق الثاني: لكن مفتاحو معايا، وأصبح الزومال يضرب مثلا على سذاجة وغباء الإنسان فما نفع المفاتيح إذا سرقت الصناديق بما فيها من أشياء ثمينة؟، وكان لصوص الخزائن الحديدية وما زالوا إذا شق عليهم سرقة الصندوق نفسه وحمله بما فيه لثقله، فإنهم يعمدون إلى فتحه عن طريق تخريب «أقفاله»، ثم نهب ما بداخله والاختفاء بها تحت جنح الظلام ولكن الأمر تطور مع مرور الأيام والأعوام فأصبحنا نقرأ في الصحف عن لصوص يقومون بسرقة جهاز صراف بما فيه من نقود زودت بها الآلة لمساعدة عملاء أو زبائن البنوك حسب رغبة الدكتور بدر كريم على سحب ما يحتاجون من نقد من رصيدهم البنكي، حيث تقوم البنوك بتغذية أجهزة الصراف بمبالغ تكفي لتلبية احتياجات الساحبين فرأى أولئك اللصوص أن يقوموا : «بسرقة الجمل بما حمل» عن طريق استخدام «جرار» زراعي أو «دركتر» أو «بلدوزر» وربط جهاز الصراف به فينخلع الجهاز بكامله، ليحمله اللصوص بعيدا عن الموقع تمهيدا لفتحه وتقاسم ما فيه من نقود قد تكون بالملايين أو بمئات الألوف وقد رصدت الصحافة والجهات الأمنية مثل هذه الأعمال الإجرامية عدة مرات وصورت الصحف مكان جهاز الصراف خاليا منه أو نشرت صورا لأفراد عصابة ضبطت وهي تحاول سحب وخلع الجهاز من مكانه. فلم تعد العملية مقتصرة على سرقة خزائن حديدية منزلية أو تابعة لمحلات تجارية، بل وصلت إلى سرقة أجهزة صراف من شوارع عامة رئيسية لا تتوقف فيها الحركة تماما حتى في الساعات المتأخرة من الليل، مما يدل على ضراوة وجرأة وربما وقاحة أولئك «السراق» وعدم مبالاتهم بنتائج جرائمهم على طريقة «يا طاب يا دو»! وزي ما تطلع تطلع!!، ولذلك فهم يحتاجون لصياغة زومال جديد يليق بمستوى سرقاتهم التي فاقت في جرأتها سرقة الصناديق الحديدية، كأن يقال في الزومال سرقوا الصراف يا أفندي... لكن الشاشة معايا!؟. تويتر: mohammed_568