سنوات طويلة غاب فيها الفرح عن المشهد النصراوي.. ولكن بعزيمة الرجال والعمل المنظم عاد الفريق ليحقق أولى بطولات الموسم التي رعاها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد على كأس سموه. محبو الفريق النصراوي باتت الأوهام والمخاوف تسيطر على تفكيرهم خوفا من ان يضيع الفريق بطولة دوري جميل وهو القريب من تحقيقها نتيجة لأجواء الفرح التي عاشها لاعبو الفريق النصراوي قبل أيام وما يصاحبها من انخفاض عام على مستوى الفريق في بقية المنافسات لعوامل نفسية مؤثرة تدخل على نفوس اللاعبين باكتفائهم بما تحقق وربما تؤثر على محافظتهم على مكتسباتهم في المنافسات الأخرى، ولعل بطل النسخة السابقة فريق الفتح اقرب مثال لهذا التراجع بعد ان ضمن البطولة قبل جولات من انتهاء المسابقة ليتلقى بعدها خسارة على يد الهابط لمصاف دوري ركاء آنذاك فريق الوحدة. ضيوف «عكاظ» ناقشوا تأثير عامل الوصول للقمة على عطاء وفكر اللاعب داخل المستطيل الأخضر وشددوا على أهمية تخطي الفريق للمرحلة التي تلي تحقيق البطولة ليعود لتوازنه قبلها مستبعدين ان يمر ذلك على فريق بحجم النصر نتيجة لإدراك الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين ان ما تحقق بطولة وانطوت صفحتها فالقادم أفضل والطموح لا يتوقف بانجاز رحل وأصبح في حكم الماضي. يقول الدكتور جاسم الحربي «جاء فوز النصر ببطولة كأس ولي العهد منطقيا جدا عطفا على ما قدمه في مسيرته وفي كافة مسابقات الموسم فكسر بهذه البطولة الحاجز النفسي بعد طول غياب عن أجواء البطولات، وبصراحة لا خوف عليه من الوقوع في تأثير تحقيق البطولة السلبي على عطاء اللاعبين في منافسات دوري جميل لان النصر يملك جهازا إداريا وفنيا ولاعبين على قدر كبير من المسؤولية ولم تصل طموحاتهم لمرحلة التشبع فما زال للمجد بقية وبطولة دوري جميل أضحت قريبة من الفريق وهو الأقرب لتحقيقها نتيجة لوضع الفريق النفسي والفني المميز الذي نجح مدربه من خلاله ببث روح المنافسة بين اللاعبين، والاهم ان ينعكس كل ذلك بالدرجة الأولى على ثقافة الأجهزة المعنية باللاعبين وقدرتهم على التعامل الأمثل مع هذه الظروف والتي تقع النسبة الكبرى منها على عاتق الجهاز الإداري من خلال إيجاد مبدأ الثواب والعقاب ليدرك اللاعب بأنه محاسب باستقلال مسابقة عن غيرها». من جانبه يؤكد المدرب الوطني يوسف الغدير ان تحقيق فريق النصر لهذه البطولة يعد من الايجابيات التي تمر على لاعبيه وتصب في مصلحة الكرة السعودية وقوة منافساتها فبعودة النصر عادت الحياة للملاعب من خلال سعي النصر لالتهام المزيد من البطولات مستبعدا تأثير تحقيق البطولة السابقة على عطاء اللاعبين في مسابقة دوري عبد اللطيف جميل، «جاء التعاطي الإعلامي بعد تحقيق البطولة سواء على المستوى الإداري أو الأجهزة الفنية واللاعبين داخل البيت النصراوي في قمة العقلانية فالجميع ينظر على ان كأس سمو ولي العهد بطولة تحققت وطويت صفحتها وعلى الجميع العودة للعمل الجاد من اجل تحقيق بقية البطولات وأقربها بطولة دوري عبد اللطيف جميل التي يعد الفريق النصراوي اقرب وأقوى المرشحين لضمها لبطولة كأس سمو ولي العهد». ونفى ان يكون لتشبع اللاعبين دور في ضياع البطولة بقوله «لا اعتقد ان النصراويين سيفرطون في بطولة الدوري بعد أن غابوا طويلا عن البطولات وهو من الفرق التي اعتادت على تحقيقها طوال تاريخه فلذا لن يشبع ببطولة كما ان المتابع يدرك ان تخطيط المسؤولين عن الفريق كان منصبا على خطف بطولة الدوري وهذا ما سيسعى النصراويون لتحقيقه بغض النظر عن تحقيقهم لبطولة كأس سمو ولي العهد ثم لو افترضنا وقوع ذلك فإن النصر سيلاقي على أرضه فريق الفيصلي وهو الباحث عن الهرب من مراكز المؤخر فلذا سيكون وقع تأثير المباراة على لاعبيه اكبر من لاعبي النصر الذين سيظهر على عطائهم خلالها شخصية الفريق البطل». ويقول المدرب الوطني عبدالعزيز العودة «النصر من الفرق الكبيرة التي لا يرضي طموحها بطولة تحققت يضاف لذلك تعطش الإدارة النصراوية وجماهيره لكسب مزيد من البطولات هذا الموسم نظرا لتميز العمل المقدم فيه وعلى كافة الأصعدة والذي ظهر عليه التناغم». وأضاف «من الطبيعي ان يظهر كل فريق بعد تحقيق البطولة بصورة متراخية في المباريات التي تليها نظرا لحالة الاكتفاء التي تصيب لاعبيه وتدخل على نفوسهم ولكن مع الإصرار الذي يظهر على أداء المنظومة النصراوية ووجود البدلاء المميزين سيلغى هذا العامل ولن يكون له تأثير واضح على أداء الفريق من خلال عملية التدوير بين اللاعبين في مشاركاتهم التي يتبعها مدرب الفريق كارينو وزرعت فيهم حب إثبات الوجود».