في صحوة النصر تأتي البطولات، وفي ليلة التتويج تعود الاشياء الى أصالتها فقد عاد النصر للمجد وعادت الجماهير الوفية لرسم العشق العتيق على مدرجاتها التي حولتها لجماليات مكان وانسان. «عكاظ» تجولت في مدرج جماهير الشمس لترصد نبض الجماهير وحياة المشجع النصراوي الذي بقي ساعات طويلة في انتظار لحظات التتويج في درة الملاعب السعودية، حيث عاش المشجعون على مختلف الاعمار في المدرج أمنيات وأحلام تحقيق البطولة التي تعد التأهيل النفسي والمعنوي لحصد الدوري الأطول وكأس الملك الاغلى. لوحة النصر الطريق نحو مدرج النصر يحتاج لتركيز أكثر من الاستمتاع بالمشاهدة فالجماهير النصراوية لا تقبل الخسارة مهما كلف الامر، جماهير تتذوق المستوى الفني العالي أكثر من الانتصار هي أغنية لا تمل ونجومهم ضجيج حولها، فقد يحتاج المشجع النصراوي للوصول للملعب ل4 ساعات متتالية لإيقاف سيارته خارج حدود الملعب لتفادي الزحام وساعة ليقطع الطريق مشيا على الاقدام ليحجز مقعده في التيفو النصراوي الذي كان المحفز الحقيقي للحضور من أجل المشاركة في رسم لوحة النصر لفريقهم. صبر الصغار في الطريق نحو البوابة 9 تجد الطفل تركي يحمله والده باتجاه المدرجات وهو يقول «بطولتي لا تكلمني» وعند نفس البوابة يقف فيصل وحيدا ذو ال5 سنوات مع أبيه بلا مقعد بعدما اكتظت الجماهير النصراوية وبمختلف الاعراق والجنسيات في المدرجات بينما «فيصل» ظل ساعات طويلة وهو يقف حتى أعلن حكم اللقاء نهاية المباراة وتتويج النصر. 240 ألف عبوة ماء وأمام البوفيهات داخل الملعب تقف جماهير النصر لتطلب الماء والعصير الذي شهد ارتفاعا في الاسعار حيث كوب الماء الصغير يباع بريالين ولا تتجاوز قيمته في الاصل نصف ريال حيث استهلك المدرج النصراوي أكثر من 240 ألف عبوة ماء بقيمة مالية تجاوزت 500 ألف ريال وقال فهد العتيبي مشجع نصراوي «بكل أسف أن ترفع الاسعار بهذه الطريقة خاصة «الماء» وهو عبارة عن كوب صغير بريالين وباستغلال واضح وفاضح لا يمكن القبول به»، ويضيف «نقبل أن ترفع الاسعار ولكن بطريقة مقبولة بأن تقدم عبوة ماء بقيمة ريال ويتم بيعها بريالين لكن أن تجلب أكواب ماء بلاستيكية صغيرة الحجم بريالين فهي عملية استهتار من العمالة الاسيوية في المقام الأول وغياب الرقابة الداخلية من الملعب». شالات وأعلام في المقابل قدر سعد وصديقه مفوز القيمة المالية من ايرادات بيع الشالات والاعلام النصراوية لمدة 7 ساعات ب20 ألف ريال وفي أماكن متفرقة من الطريق نحو الملعب، وقال سعد «قيمة البضاعة لا تتجاوز 2500 ريال والحمد لله كان البيع مستمرا قبل المباراة وبعدها حيث تدافعت الجماهير بعد البطولة لتزيين سياراتها بالاعلام وهو رقم لم أستطع تحقيقه طيلة السنوات الثلاث الماضية، ويضيف سعد «تتجاوز قيمة وإيرادات بائعي الاعلام أكثر من 60 ألف ريال وبأسعار رخيصة جدا».