البعض يعد «الثقافة الذكورية» ردة فعل ل«العولمة الثقافية» التي تسعى إلى اختراق الثقافات ومحوها بالكامل، فإن بعض الرجال أرادوا بهيمنة ذكورية الاقتداء بالعولمة الثقافية في محاولات لاختراق ومحو الثقافة الأنثوية، خوفا منها لا تنافسا معها، أملا في إزاحة موقع المرأة الثقافي من التركيبة الحياتية والاجتماعية، وتحويلها من مبدعة إلى مدافعة عن حقوقها الثقافية المسلوبة، وكأن الأمر أصبح معركة بين الرجل الذي اتهمته المرأة بالإقصاء، وبين المرأة التي وصمها الرجل بإجادة البكاء. هذا التحول المجتمعي ظهر عالميا من جديد قبل أعوام، في اتجاه معاكس من الهيمنة الذكورية إلى تحميل المرأة وظائف جديدة لا تناسب فطرتها، فجاء مصطلح «النوع الاجتماعي»، أو ما يسمى «الجندر»، للدعوة ظاهريا إلى إلغاء التمييز ضد المرأة، وتبادل الأدوار الوظيفية داخل المجتمع بين كل من الرجل والمرأة، وتكون الأولوية لمن له الكفاءة في أداء تلك الأدوار، وشاع ذلك المصطلح بعد استخدامه في المواثيق والاتفاقات الدولية. ومن تشريعات الأديان السماوية، فإنها أعطت المرأة حقها، وخصوصا الدين الإسلامي الذي منحها كامل حقوقها، فساوى بين الرجل والمرأة، ودحض الدين الإسلامي دعوات المساواة الغربية، فأبطل علماء الشريعة تلك الدعوة المنحرفة بأدلة شرعية وقواعد عقلية.