كشف ل«عكاظ» مدير عام المركز الوطني للزلازل والبراكين في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية المهندس هاني محمود زهران، عن وجود خمسة مصادر زلزالية تؤثر على منطقة جازان، أولها غربا (البحر الأحمر)، والثاني شرقا على بعد 80 كم، والثالث يقع إلى الشمال الغربي (حرة البرك) على بعد حوالي 110 كم، والرابع هو منطقة الأحداث الزلزالية الحالي، أما المصدر الخامس فيقع على طول صدع الفيفا وصدع آخر موازي له. وبين أن السجلات التاريخية القديمة، تشير إلى أن المنطقة سبق وأن تعرضت إلى عدة زلازل تاريخية لذلك فإن دراسة مستوى النشاط والخطر الزلزالي في المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة وجنوب البحر الأحمر لا يقل أهمية عن منطقة خليج العقبة بشمال غرب المملكة، أما بخصوص منطقة الأحداث الزلزالية الحالية فقد تم رصد زلزال عام 1995م نشاط زلزالي استمر لمدة ستة أيام بلغت قوة الهزة الرئيسية 4.5 درجة على مقياس ريختر، كما أن محافظة صبيا سبق أن سجلت زلزالا تاريخيا عام 1820 م، وصلت قوته إلى نحو 5 إلى 6 درجات على مقياس ريختر. جيولوجية جازان وحول جيولوجية منطقة جازان قال: تتميز منطقة جازان بوجود جبال الفيفا وجبال بني مالك وجبال الريث والجبل الأسود وجبال الحشر وجبال بلغازي وجبال منجد وجبال الصهاليل وجبال هروب وجبال سلا بنى حريص وأقليم السهل الساحلي والسلاسل الجبلية الواقعة على طول الحافة الغربية من منطقة جازان، كما تمتد الأودية التي من بينها وادي بيش، صبيا وخلب ونخلان وتعشر ووساع وشهدان ولجب وقرى وريم والدحن. وتغطي منطقة جازان صخور الدرع العربي ذات العمر ما قبل الكمبري التي تكونت نتيجة عمليات تصادمية لعدة جزر قوسية وهي الأقدم عمرا، يعلوها في العمود الطباقي الصخور الرسوبية من عصر دهر الحياة القديمة (الباليوزوي)، ومن ثم الصخور الرسوبية من عصر دهر الحياة المتوسطة (الميزوزويك)، يعلوها مجموعة جيزان من عصر الثلاثي، ثم معقدات تهامة عسير من العصر الثلاثي ثم الحمم البازلتية الواقعة جنوب الدرب، ويقطعها قواطع من العصر الثلاثي، وأخيرا الرواسب السطحية الرسوبية الحديثة التي تكونت في العصر الرباعي. القشرة الأرضية وأفاد أن سماكة القشرة الأرضية تقل عن 38 كم في الدرع العربي حتى تصل إلى 18 كم على امتداد ساحل البحر الأحمر، وتتميز المنطقة الواقعة في الحد الفاصل بين الدرع العربي وصخور العصر الثلاثي بأنها متصدعا بشكل عام، ويتواجد على حافة السلاسل الجبلية حزام من الصدوع الكثيفة التابعة لعصر السينيوزوي الحديث تمتد موازية لشاطئ البحر الأحمر نتجت بسبب شد الصخور من الجانبين تحت تأثير اجهادات الشد أو ما يعرف بالتمدد القشري وتسببت عمليات الشد في ضعف سماكة القشرة الأرضية، كما تتواجد صدوع تحويلية ذات إزاحة يسارية مثل صدع الدرب، وصدوع تمتد باتجاه شمال- جنوب تقع على الحدود اليمنية مثل صدع الفيفا، وتتأثر هذه الصدوع بعمليات انفتاح البحر الأحمر، حيث ينشأ عن هذه العمليات قوى شد على حواف الصفيحة العربية تنتقل إلى داخل الصفيحة العربية. وأشار إلى أن مكاشف الصخور الرسوبية التابعة لعصر دهر الحياة القديمة (الباليوزوي) تظهر بالقرب من السهل الساحلي للبحر الأحمر، وتشتمل على صخور الوجيد ساندستون الرملية المتصدعة والمائلة في اتجاه 50 درجة غرب باتجاه البحر الأحمر، كما تظهر مكاشف الصخور الرسوبية التابعة لدهر الحياة المتوسطة في السهل الساحلي للبحر الأحمر وهي تشتمل على صخور رملية التابعة للعصر الجيوراسي تتمثل في متكون خمس، يعلوها متكون عمران من الحجر الجيري تتابعة للعصر الجيوراسي الأوسط. صخور رسوبية وحول الصخور الرسوبية في جازان مضى قائلا: صخور مجموعة جازان الرسوبية البركانية هي عبارة عن معقد رسوبي – بركاني من عصر الميوسين تنكشف صخورها على امتداد 700 كم على طول السهل الساحلي للبحر الأحمر من الحدود اليمنية حتى جنوبجدة، وهذه المجموعة تتكون من خمسة متكونات متماثلة من حيث السحنة الجيولوجية، أقدمها عبارة عن حجر رملي لمتكون عيانة، وأحدثها متكون داماد وهي عبارة عن تدفقات من الحمم البركانية المافية والفلسية، ويتواجد بالمنطقة الواقعة جنوب الدرب أربعة حقول بركانية صغيرة من حقول اللابا ومخاريط الاسكوريا تنتمي إلى العصر الثلاثي وهي مرتفعة فوق السهل الساحلي للبحر الأحمر، وقد تعرضت معظم هذه المخاريط لعمليات التعرية، ولذلك فهي متآكلة وتظهر بها مجاري مياه الأمطار ولا يوجد بها أي براكين تاريخية وبالتالي فهي غير نشطة، أما رواسب العصر الرباعي في السهل الساحلي بمنطقة جيزان فتتميز بوجود مساحات كبيرة من الرسوبيات المفككة التابعة مصدرها الرياح الرملية التي تأتي من صحراء الربع الخالي وهي غنية بالتربة الخصبة والتي تمثل الآن الحقول والمزارع وأصبحت ذو كثافة سكانية كبيرة. كود البناء ودعا المهندس زهران إلى ضرورة تطبيق دليل البناء السعودي المقاوم للزلازل لآلاف المنازل الواقعة على جرف جبال الفيفا والتي يتواجد بالقرب منها صدوع نشطة وحديثة وعيون حارة، وضرورة دراسة استقرار الصخور الواقعة على جرف جبال الفيفا والتي تتميز بوجود العديد من الصدوع الحديثة النشطة (العصر السينيزيوي) والعيون الحارة والنشاط الزلزالي المتعاقب والمرتبط بانفتاح البحر الأحمر فمعظم الخسائر التي نتجت في الزلازل التاريخية السابقة كانت بسبب سقوط المنازل الحجرية من أعالي رؤوس الجبال وما تبعها من انزلاقات صخرية وانهيارات، وخلص إلى القول أن لدى الهيئة خطة لمراقبة النشاط الحراري وملوحة وقلوية مياه العيون الحارة بمنطقة جازان، مناشدا وزير التربية والتعليم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بإدراج مواضيع كيفية التصرف أثناء حدوث الزلازل والبراكين في مناهج المدارس التعليمية.