أوضح معالي رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير بن عبدالحفيظ نواب، أن الهيئة بصدد إصدار تقرير فني مبني على دراسة علمية للصدوع النشطة والحديثة الواقعة في منطقة جازان، لتوصيف صخور الدرع العربي القديمة ( ما قبل الكامبري)، والصخور الرسوبية من دهر الحياة القديمة (الباليوزوي)، والصخور الرسوبية من دهر الحياة الوسطى (الميزوزويك)، وقواطع الجابرو السميكة من العصر الثلاثي التي تم التعرف عليها من خرائط المسح الجوي المغناطيسي في جازان، إضافة إلى الصخور الرسوبية البركانية لها، وحقول الحمم البازلتية المخروطية من العصر الثلاثي، ورسوبيات العصر الثلاثي والرباعي. وقال معاليه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، إن الهزة الأرضية التي رصدتها محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي فجر اليوم في جازان كانت ارتدادا للهزة الأرضية التي وقعت الخميس الماضي بقوة 5.1 درجة على مقياس ريختر على بعد 13 كيلومترًا شرق محافظة "بيش"، حيث نتج عنها 27 هزة ارتدادية تراوحت قوتها ما بين 1 درجة على مقياس ريختر إلى 3.7 درجة. وأشار إلى إن التقرير الذي ستصدره الهيئة قريبًا يهدف إلى تحديد إمتدادات الصدوع الجيولوجية الحديثة ووضعها في الاعتبار عند تقييم الخطورة الزلزالية بمنطقة جازان، مشيرًا إلى أن التقرير مبني على الدراسة التي تمتد من المنطقة الحدودية مع اليمن حتى منطقة الدرب بين خطي طول 42,75 و43.25 شرقاً وخطي عرض 16.5 و17.25 شمالاً المبنية على أساس أعمال المسوحات الجيولوجية التي استمرت خمس سنوات بإشراف خبيري هيئة المساحة الجيولوجية السعودية خالد قاضي، والبريطاني جون روبل. وأفاد أن التقرير يضم خمس خرائط جيولوجية توضح الصدوع الحديثة بمقياس رسم 1:50.000 ، موزعة في ستة أجزاء يتعلق الجزء الأول بطبوغرافية منطقة جازان، وتتابع العمود الطباقي الجيولوجي بالمنطقة من الصخور الأقدم عمراً، وهي صخور القاعدة يعلوها متكون الخُمس (الوجيد ساندستون) التابع لعصر الجوراسي ثم متكون عمران ثم قواطع الجابرو من العصر الثلاثي ثم مجموعة جازان من العصر الثلاثي، ثم معقدات تهامة عسير من العصر الثلاثي، ثم الحمم البازلتية الواقعة جنوب الدرب، والرواسب السطحية الرسوبية الحديثة التي تكونت في العصر الرباعي. وأضاف معالي رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، أن الجزء الثاني من التقرير يشتمل على عرض الخريطة الجوية المغناطيسية التي وضحت امتدادات قواطع البازلت التي تكونت بالتزامن مع انفتاح البحر الأحمر، كما حددت الخريطة الجوية المغناطيسية الصدوع المستعرضة والحد الفاصل بين صخور القاعدة وصخور الفانيروزوي. وذكر أن الجزء الثالث من التقرير يدرس الصدوع الحديثة الممتدة باتجاهات شمال شمال غرب جنوب شرق ذات النوع العادي التي حدثت بسبب شد لصخور من الجانبين تحت تأثير إجهادات الشد أو ما يعرف بالتمدد القشري، بالإضافة إلى الصدوع التحولية ذات الإزاحة اليسارية مثل صدع الدرب، ثم الصدوع الأكثر نشاطاً الممتدة بإتجاه شمال-جنوب الواقعة على الحدود السعودية اليمنية مثل صدع الفيفا. وأشار معاليه إلى أن الجزء الرابع يعرض تفاصيل عن أعمار هذه الصدوع الحديثة، والجزء الخامس يتضمن ثماني مقاطع جيولوجية تحت سطحية يقدر عمقها بنحو ثلاثة كيلومترات تمتد من البحر الأحمر في الغرب حتى صخور القاعدة في الشرق (الدرع العربي)، في حين يتناول الجزء السادس الينابيع الحارة في منطقة جازان ومواقعها، وسبب تواجدها من الناحية الجيولوجية التي تعطي دلالات على أن الصدوع الواقعة عليها هي صدوع نشطة زلزالياً. ولفت معاليه النظر إلى أن توصيات الفريق العلمي الذي أشرف على إعداد التقرير أكدت أهمية مراقبة النشاط الحراري وقلوية مياه الينابيع الحارة، وضرورة تطبيق دليل البناء السعودي المقاوم للزلازل لالآف المنازل الواقعة على جرف جبال الفيفا التي يتواجد بالقرب منها أحد الينابيع الحارة الواقعة على صدع نشط وحديث، علاوة على دراسة الانهيارات الأرضية وتدفقات الحطام الصخري واستقرار الصخور الواقعة على جرف الجبال التي قد تسبب أضراراً في حالة حدوث زلازل لا سمح الله على المرافق ووسائل النقل والبنيات التحتية العامة والخاصة. وأبان أن المنطقة الحدودية للمملكة المحاذية لليمن، تتميز بوجود العديد من الصدوع الحديثة النشطة ( العصر السينيزيوي) والعديد من بؤر الينابيع الحارة والنشاط الزلزالي المتعاقب والمرتبط بانفتاح البحر الأحمر، مشيرا إلى أن الينابيع الحارة في جازان توضح أن صدوع هذه المنطقة نشطة حديثًا.