مرة جديدة يفاجئ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، العالم بمواقفه المتنكرة لمواقف إيرانية سابقة لطالما شغلت العالم وأقلقت الكثيرين، فبعد إعلانه في دافوس أن مقاتلي حزب الله ذهبوا بقرار منهم وحدهم إلى سوريا ولا دخل لإيران به، ها هو الآن يطل مديناً الإبادة الجماعية لليهود إبان الحرب العالمية الثانية والمعروفة «بالهولوكوست». واللافت أن ظريف لم يكتفِ بالإدانة وحسب، بل اختار محطة «فونيكس» الألمانية ليحاورها في فندق ادلون بالقرب من بوابة برامدنبورغ التاريخية حيث يوجد النصب التذكاري لمحرقة النازية.. وليقول في حواره: «كانت مأساة قتل وحشية لا ينبغي تكرارها». الظريف ومنذ توليه منصبه على رأس الدبلوماسية الإيرانية وهو يلعب دورا «الممحاة» لأخطاء النظام ومن سبقه في سدة المسؤولية، أراد أن يمحو دور المرشد علي خامنئي في التورط بسوريا، فألصق التهمة بحزب الله اللبناني محملا إياه بمفرده مسؤولية القتال إلى جانب النظام من دون مشورة إيرانية، ثم أراد أن يمحي ما قاله الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد على منبر الأممالمتحدة في نيويورك عندما نفى وجود مجزرة الهولوكوست معتبراً أنها كذبة تاريخية. سلسلة من المواقف الإيرانية بدأت بالظهور منذ انتخاب روحاني رئيسا للجمهورية، مواقف اختير ظريف للتعبير عنها، هذه المواقف تثير الكثير من علامات الاستفهام .. فهل هي سلسلة من بنود الاتفاق النووي؟! أم أنها قرابين يقدمها النظام الإيراني على مذبح الإدارة الأمريكية وإسرائيل لوقف انهيار اقتصادي الكل يدرك كبر حجمه؟!! أسئلة قد تختلف الإجابات حولها وعنها، إلا أن الثابت أن طهران باتت مع الظريف دولة تحارب الإرهاب كما تدعي، وتدين الهولوكوست كما تدعي، وربما في المستقبل نرى أشياء لا تصدق ..لكن كل التوقعات قد تصيب طالما أن موسم التنزيلات في البزار الإيراني بدأ، فالحسومات عادة في مواسم التنزيلات تبدأ بنسبة 10% لتنتهي في آخره بأكثر من 70%.