حولت شركة مقاولات خاصة طرقات حي الأجواد «1» إلى شبكة من الكلمات المتقاطعة بعد أن عمدت إلى حفر شرايين الحي لمسافات طويلة وتركتها على حالتها دون ردمها أو إعادة الطريق كما كان. وأوضح عدد من سكان حي الأجواد أن إحدى شركات المقاولات تم تكليفها بتنفيذ مشروع الإنارة في الحي الواقع شرقي الخط السريع لأن شوارع الحي الرئيسية والداخلية مظلمة منذ عدة أشهر، موضحا أن الشركة أحضرت معداتها وعمدت إلى تنفيذ حفريات في شوارع الحي ولكن سرعان ما غادرت المعدات وبقي الحال كما هو. تعيش المساحات الخضراء في العاصمة المقدسة في قبضة العابثين، فما أن يكتمل مشروع إحدى الحدائق إلا وتطالها فأس التخريب من قبل بعض المراهقين الذين تمتد أياديهم لتكسير كامل مرافق الحديقة وتسويد حيطانها بالشخبطات، فضلا عن العبث في أعمدة الإضاءة والجلسات. وفي الوقت الذي أجمع فيه عدد من أهالي مكةالمكرمة أن جميع الحدائق بحاجة إلى رجال حراسات أمنية لضبط العابثين فإن أمانة العاصمة المقدسة دعت الأهالي إلى الإبلاغ عن أي نوع من العبث من قبل المراهقين، وتجار السكراب الذين يعمدون إلى سرقة أغطية المجاري وبيعها كحديد خردة. «عكاظ» تجولت على حدائق شمال مكةالمكرمة لرصد وتصوير سيناريوهات العبث التي أزعجت الكثير من الأهالي والسكان. وفي هذا السياق أوضح بندر فلمبان موظف قطاع خاص بقوله: «فرحت كثيرا حينما رأيت عمال الحدائق وهم يباشرون أعمال بناء الحديقة المقابلة لمنزلي واستبشر سكان الحي بمقدم هذا المنتزه لأطفال حارتنا حيث الألعاب المتنوعة وكراسي الجلوس والمساحات الخضراء وأعمدة الإنارة الفاخرة، ولكن سرعان ما خابت آمالنا ونحن نرى آثار التخريب على الحديقة ففي البداية سرقت جميع أغطية المناهل وهي قطع حديدية يعجز الإنسان العادي عن حملها، ثم بدأت الكتابات على جدران دورات المياه، ثم بعد ذلك تخريب بشكل عام على الألعاب وتوالت عليها رمي المخلفات المنزلية من بعض الجيران فبالرغم من مقابلة الحديقة لمنزلي إلا أننا قاطعناها بشكل نهائي، وتغيرت وجهة أسرتي للمنتزهات الخاصة بجدة أو الطائف. من جانبه قال عبد العالي القرشي موظف حكومي: «قبل عدة أشهر تم تجهيز حديقة أمام منزلي وسعدنا بمقدمها علينا ولكن من الملاحظ أنه لا توجد حراسات أمنية لهذه الحدائق مما يسهل الطريق لبعض المراهقين للعبث بمحتوياتها وتخريبها دون حسيب أو رقيب. وأبان أن الحدائق أصبحت مكانا لتجمع الشباب المراهقين في ظل غياب مراقبة الأهل لهم. من جهته قال ماهر المحمادي، موظف حكومي: «يقع مسكني أمام حديقة ذات مساحة كبيرة في حي البحيرات ولمسنا اهتمام البلدية بهذه الحديقة في الآونة الأخيرة فتم ترصيفها وبناء دورات مياه حديثة وتهذيب أشجارها وزراعتها بالمساحات الخضراء، وأضافوا إليها أعمدة الإنارة ومجموعة من ألعاب الأطفال ولكن لم تمضِ عدة أشهر حتى أصيبت حديقتنا بالشيخوخة المبكرة فلا ترى ألعابا سليمة وأغطية المناهل سرقت وكتابات على جدران دورات المياه. من جهته أوضح المهندس هشام عبد الرحمن شلي مدير إدارة الحدائق والمرافق بأمانة العاصمة المقدسة أن جميع الحدائق والمرافق العامة أنشئت للمواطن والمقيم وكل زائر لقبلة الدنيا فهي ملك للجميع. ودور المواطن في ذلك هو المحافظة على هذه المكتسبات الوطنية فالدولة لا تتأخر في ترسية أي مشروع يخص الحدائق العامة بالعاصمة المقدسة أو غيرها من محافظات المملكة الحبيبة ولكن للأسف نرى آثار التخريب وبشكل واضح يطال الحدائق العامة بصور متكررة من بعض المراهقين الذين هم شبابنا وأبناؤنا للأسف الشديد، وهذا التخريب ليس في حي بعينه وإنما في معظم أحياء مكةالمكرمة.. وأضاف شلي: إن للمواطن دورا مهما في الحد من هذه الظاهرة المؤسفة بالإبلاغ عن كل من يمد يده على هذه المرافق العامة للجهات الأمنية، وألمح المهندس هشام أن أمانة العاصمة المقدسة تتجه إلى استخدام مواد بديلة عديمة الفائدة النقدية لا يستفاد منها مثل استبدال الأغطية الحديدية التي تتعرض للسرقة بمواد مصنوعة من البلاستيك أو البتروكيمائية.. وختم شلي حديثه بأن مخصصات حدائق قبلة الدنيا في ميزانية هذا العام بلغت 50 مليون ريال لإنشاء مجموعة من الحدائق العامة والممشى الرياضي وملاعب للشباب.