شهد برنامج أرامكو السعودية إثراء المعرفة بجدة بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية محاضرة علمية بعنوان «قهر المستحيل» قدمها الرائد العالمي مايك هورن «أحد مستكشفي القطب الشمالي»، واستعرض خلالها مغامراته الاستكشافية بالقطب الشمالي المتجمد. وتفاعل زوار البرنامج مع المحاضرة الشيقة التي تضمنت عرضا مرئيا ومقاطع فيديو مثيرة تظهر مشاهد التحديات التي اعترضت طريق رحلة هورن الطويلة التي استمرت عامين وثلاثة أشهر. وتجاوزه للعقبات وسط مشاهد مثيرة أشبه بالخيال. بدأ هورن المحاضرة باستعراض عن رحلته في نهر الأمازون وما واجه من صعاب وتحديات كبيرة مبحرا وسط التماسيح والأفاعي لمدة ستة أشهر، مشيراً إلى أن أكثر من ثلث أنواع الحيوانات البرية في العالم تعيش في غابات الأمازون التي تبلغ مساحتها وحوض النهر أكثر من 5.4 مليون كلم مربع. وصور هذه المشاهد بالكلمة والصورة وأبدع في طريقة الشرح والتفسير التي نالت استحسان الجمهور الذي كان يقاطع المحاضرة بالتصفيق المصحوب بالدهشة، للمشاهد المثيرة والتوثيق العلمي لهذا السبق. ويعتبر استكشاف المنطقة القطبية الشمالية مغامرة تستهوي العلماء والسياح رغم المخاطر التي تحيط بها. وكان هورن أول من يسجل رقما قياسيا في الطواف حول المنطقة القطبية الشمالية التي تقع في أقصى شمال الكرة الأرضية. وتتكون من المحيط المتجمد الشمالي وكل أو أجزاء من كندا، روسيا، غرينلاند، الولاياتالمتحدة، النرويج، السويد، فنلندا، وآيسلندا حيث استغرقت جولته عامين وثلاثة أشهر واجه خلالها مختلف الصعوبات التي خلقتها طبيعة المنطقة القاسية. كما ألقى الدكتور خورخي شام، محاضرة بعنوان «التسويف بمفهوم إيجابي» استعرض خلالها التسويف والكسل والفرق بينهما وكونهما من العقبات التي قد تهدد النجاح في الحياة، مشيرا إلى أن الكسل يعني الامتناع عن فعل الشيء مع القدرة على القيام به، أما التسويف فهو تأجيل الأعمال مع إمكانية إنفاذها. وركز في محاضرته على مفهوم التسويف والمماطلة، مشيرا إلى أن المسوف يهدم حياته بنفسه من خلال وضع العراقيل واختلاق الأعذار من أجل أن يؤجل العمل ويهرب من المسؤولية، وأنه بالإمكان تجاوز هذا المفهوم السلبي للتسويف واستثمار لحظاته في أعمالٍ إيجابية قد تعود بالفائدة والنفع. إلى ذلك حقق برنامج أرامكو السعودية للإثراء المعرفي المقام خلال هذه الأيام بجدة إقبالا كبيرا من الزوار تجاوز الربع مليون زائر خلال الأسبوعين الفائتين، وقرابة 40 ألفا منهم الليلة قبل الماضية فقط. ويستمر البرنامج لأسبوعين آخرين ضمن مجموعة البرامج التي ينظمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي التابع للشركة. وأوضح المهندس محمد بن يحيى القحطاني نائب الرئيس لشؤون أرامكو السعودية أن ما يلقاه البرنامج من اهتمام واستقطاب كبير للعائلات والأفراد، يعود لما ما تحقق من نجاحات في جميع فعالياته. وقال: إن الحضور الكثيف الذي تحظى به الفعاليات يؤكد تعطش الجمهور في المملكة للبرامج الإثرائية المتميزة الهادفة التي تجمع التثقيف بالترفيه في آن معا، وأضاف : «إن ذلك يؤكد وصول الرسالة التثقيفية التي خطط لها بعناية إلى جمهورها المستهدف وتحقيقها صدى واسعا معتبرا أن ذلك ضمن إسهامات أرامكو السعودية في جهود المملكة لتحويل المجتمع إلى مجتمع المعرفة بما يدعم الاقتصاد الوطني شاكرا في الوقت نفسه مجموعات المتطوعين والمتطوعات الذين كان لهم إسهام فاعل في نجاح البرنامج. وبين أن إطلالة معرض «ألف اختراع واختراع» ، على زائري البرنامج كان رائعا بوصفه أحد أبرز الفعاليات الغنية بالفائدة والمتعة في قالب عصري، حيث شرع أبوابه لكل المعجبين بتاريخ الحضارة الإسلامية والتواقين للنهل من إرثها الغزير من بين ألف اختراع واختراع، في ألف عام مضت وتفاعلت بعلمائها المنتشرين من جنوبأسبانيا (الأندلس) إلى غرب الصين.. وحول الوسائل التثقيفية التي يحظى بها المعرض قال المسؤول عن البرنامج عمر بدر: إن اختيار تلك الوسائل في توصيل الرسالة التثقيفية مدروس بعناية بما يحقق الفهم الأمثل للمعلومة من مختلف الأعمار والمستويات التعليمية وبما يحقق عنصر التشويق والجذب لمواصلة الاستفادة من باقي المحتوى المعرفي.