قال الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى إنه سيدعم وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية، مؤكد علىا أنه يستحق عن جدارة ترقيته لرتبة مشير، كما أنه يستحق أن يكون رئيس مصر. وأضاف في حديث ل «عكاظ» أنه يفضل النظام المختلط في الانتخابات البرلمانية لأنه يدعم الأحزاب. وأكد رئيس لجنة الخمسين التي وضعت دستور مصر الجديدعلى أنه لن يعود مجددا للعمل الحزبي، رافضا فكرة المجلس الرئاسي، ومعتبرا أنها غير مقبولة. وانتقد موسى جماعة الإخوان المسلمين، قائلا «إنهم أخطأوا في التقدير والتقييم وكثير من القرارات». • يزور رئيس الوزراء حازم الببلاوي الرياض، يوم الثلاثاء، فكيف تنظر إلى الدور الذي تقوم به المملكة تجاه مصر؟ موقف خادم الحرمين الشريفين خاصة، والموقف السعودي عامة، من مصر يعبر عن موقف سياسي رصين، وهذه الوقفة الشجاعة والأخوية من المملكة تعيد تفعيل التضامن العربي، وهذا التجاوب من السعودية نحن نشعر بتقدير كبير تجاهه، وسيكون له تأثيره على مجريات العمل العربي المشترك، ودور السعودية في دعم الثورة المصرية دور محترم وموقف متميز، فالإسهام السعودي المادي والدعم السياسي والموقف العربي الذي اتخذته السعودية خدم مصر كثيرا، ووضع كثيرا من الأمور في نصابها. جدارة المشير والرئيس • طرح اسمكم للعمل ضمن فريق رئاسي مع المشير عبدالفتاح السيسي، هل أنت مستعد للعمل معه عندما يصبح رئيسا؟ أولا، ليس من المقبول أن يفرض أحد أسماء بعينها على الرئيس المقبل، خصوصا أن المشير السيسي لم يترشح بعد، ولم ينتخب، ومن ثم هذا الكلام ليس وقته. • كيف ترى ترقية الفريق السيسي لرتبة مشير؟ طبعا، يستحق ذلك عن جدارة، كما أنه يستحق أن يكون رئيسا. • هناك من يقول إنه للخروج من إشكالية تفتيت أصوات 30 يونيو، أن يدخل السيسي رئيسا وصباحي نائبا، كيف ترى هذا الاقتراح؟ الدستور لن يسمح، لأن الدستور لم يقر بوجود نائب للرئيس. فريق رئاسي • إذا، كيف ترى الدعوات بضرورة تشكيل فريق رئاسي يضم عمرو موسى وحمدين صباحي والمشير السيسي والرئيس عدلي منصور؟ لتوضيح هذا الأمر، لا بد من القول إننا سوف ننتخب رئيسا، إذا شاء هذا الرئيس أن يأتي بهيئة مستشارين، فهذه أمور تخص الرئيس نفسه، والدستور لم ينص على وجود نائب، ولا يحق للرئيس تعين نائب له؛ لأن النائب هو من يحل محل الرئيس في حال غيابه، والدستور نص على أن رئيس الوزراء هو الذي يحل محل الرئيس. • ثمة من يقول إن حكومة الببلاوي نجحت في خلق كثير من الأعداء، هل أنت مع فكرة تغيير الحكومة الآن؟ الحكومة لها أصدقاء أيضا، وأنا أرى كمواطن مصري أن نركز على الانتخابات الرئاسية، وعندما ننتهي من الانتخابات البرلمانية أيضا، فإذا أراد الرئيس أن يجري تغييرا حكوميا، فهذا من حقه، لكن الأمر كله طبقا للدستور في إطار 6 شهور وتنتهي المرحلة الانتقالية، ومن ثم أرى أنه لا ضرورة الآن لتغيير الحكومة، لكن يمكن تغيير الحكومة بعد انتخاب الرئيس. خطوات للأمام • ما تقييمك للمسار المصري منذ 30 يونيو حتى الآن؟ مصر تنتقل من خطوة إلى أخرى للأمام وبثبات، وحققنا أكثر من خطوة، منها تشكيل لجنة الخمسين، وقبلها لجنة العشرة، ثم الاستفتاء على الدستور الجديد بأغلبية كاسحة ومشاركة قوية، والآن نحن أمام استحقاق جديد هو الانتخابات الرئاسية، وبعدها ستكون الانتخابات البرلمانية وتنتهي المرحلة الانتقالية. • هل تعتقد أن هناك فرصة لفوز حمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية؟ أعتقد أن فرص السيسي للفوز بالانتخابات الرئاسية عالية جدا، الناس كلها تريده. • كيف ترى أعمال العنف التي ترتكبها جماعة الإخوان والجماعات المتورطة معها؟ قولا واحدا، هذا العنف مرفوض ومدان من الجميع وغير مبرر، لا يمكن قبول منع التلاميذ من التعلم، ولا يمكن قبول توقف الحياة كما يريدون، هذا شيء غير مقبول إطلاقا، والمجتمع يرفض هذا الكلام جملة وتفصيلا. • وهل من مخرج لدوامة العنف هذه؟ لا بديل عن استكمال خارطة الطريق بكل خطواتها، والاستقرار يأتي بانتخاب المؤسسات، وإعادة البناء، أما كيف يتم التفاهم فهذا موجود في الدستور؛ لأن الدستور لا يفرق بين أي مواطن أو جماعة أو غيرها، ومن يريد أن يدخل في مجال السياسة يدخل كمعارضة، أما الدستور السابق 2012 فكان يعزل ويفرق، لكن الدستور الحالي لم يمنع أحدا من الممارسة السياسية شرط عدم التورط في العنف. اتهامات مغلوطة • البعض في الغرب يرى أن انتخاب السيسي سيعيد الحكم العسكري لمصر، كيف ترى هذه الاتهامات؟ أولا، عندما سيترشح الفريق السيسي سيترشح كقائد عام سابق للقوات المسلحة، وليس كقائد عام حالي، كضابط سابق، وفي إطار الدولة المدنية وفي إطار الدستور الجديد، والآن هناك فارق مهم بأن هناك دستورا لدولة مدنية، وهناك وعي مصري بأننا نريد أن نسير على المسار الصحيح، ولذلك نحن نعطي الأولوية لتطبيق وتنفيذ الدستور الجديد، وترسيخ الديمقراطية ودولة المؤسسات، وأعتقد أن المشير السيسي عندما يترشح وعندما ينتخب كرئيس سوف يسير على هذا الطريق. • هناك من يسعى لإيجاد خلافات بين ثورتي 25 يناير و30 يونيو، كيف ترى هذه المحاولات؟ لا يوجد تناقض بين الثورتين، كل هذا الحديث لا يهم، المهم هو الانتهاء من خطوات خارطة الطريق ووقتها سينتهي هذا الكلام. المرأة والبرلمان • أنتم تساندون فكرة دخول 100 امرأة في البرلمان، كيف سيتم ذلك؟ أنا أدعم الفكرة، وعندما يتم وضع قانون الانتخابات البرلمانية لا بد من العمل على تحقيق ذلك، ويجب على المرأة المصرية أن تناضل وتستمر في ذلك. علاقة إيجابية طيبة • كيف تنظر للموقف الأمريكي المتشدد من ثورة 30 يونيو؟ من المهم أن نظل على علاقة طيبة مع الولاياتالمتحدة، لكن لا بد أن تكون هذه العلاقات إيجابية أيضا من الجانبين، لأن العالم العربي تغير، العالم العربي الذي كان قبل 20 أو 50 عاما أو حتى قبل 5 سنوات انتهى ولم يعد له وجود، ومن الضروري إعادة النظر في طريقة التعامل مع الدول العربية والعالم العربي والمطالب العربية والأماني العربية، سياسة «نعم يا سيدي» التي كانت في الماضي يجب أن تنتهي. تصدع الإنقاذ • هناك تخوف من تصدع الجبهة السياسية التي دعمت ثورة 30 يونيو في ظل الحديث عن ترشح صباحي؟ أولا، جبهة الإنقاذ قامت من أجل إسقاط النظام الذي كان ينتمي له الرئيس السابق محمد مرسي، خصوصا بعد إعلان الدستور الذي صدر في 22 نوفمبر، والمنطلق الرئيس للجبهة انتهى وتم إنجازه، وجبهة الإنقاذ تضم عددا كبيرا من الأحزاب، ويمكن أن تشكل إطارا للتحالفات، لكن الإنقاذ ليس لها مرشح رئاسي باسمها، وأرى أن غالبية من في جبهة الإنقاذ يدعمون السيسي. النظام المختلط • هناك تخوف من عدم جاهزية الأحزاب المدنية للانتخابات البرلمانية، ما يفتح الباب لعودة الأحزاب القريبة من الإخوان.. كيف ترى ذلك؟ أولا، الشعب هو الذي سينتخب وهو واعٍ بالمخاطر، ويصعب أن يأتي بمجموعات عملت ضد مصالحه في الماضي، والآن الأحزاب تناقش فكرة التحالفات الانتخابية، ومن المهم أن نساعد الأحزاب التي ترى في انتخابات القائمة مصلحة لها، على أن تكون الأغلبية للنظام الفردي، لذلك أفضل النظام المختلط. أخطاء الإخوان • كيف ترى توجه جماعة الإخوان للتقدم بمرشح رئاسي؟ جماعة الإخوان أخطأت في التقييم والتقدير وكثير من القرارات، ويمكن أن تواصل هذا الخطأ بتقديم مرشح رئاسي، والدستور لا يمنع أحدا من الترشح إذا لم يتورط في العنف. • هل ستعود للعمل الحزبي؟ لن أعود لأي عمل حزبي، وسأعمل فقط ما أفعله الآن كمواطن مصري.