جاءت احتفالية النادي الأدبي الثقافي في جدة، البارحة، بمرور 40 عاما على إنشائه، لتعيد الفضل لأهل الفضل، وتمنح الوفاء لأهل الوفاء، بتكريم الرجل الأول الذي دعم تأسيس النادي وهو الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، الذي كان رئيسا عاما لرعاية الشباب، بعد لقاء جمعه بين مؤسس النادي محمد حسن عواد ونائبه عزيز ضياء، اللذين كرما في الحفل على بادرتهما في مأسسة الحراك الثقافي بإنشاء أول نادٍ أدبي في المملكة يتبعه إنشاء خمسة أندية أخرى، ليتوالى إنشاء الأندية الأدبية لتصبح في كل منطقة ومحافظة، ثم تكريم رئيسي النادي السابقين عبدالفتاح أبو مدين والدكتور عبدالمحسن القحطاني لجهودهما المعروفة لدى مثقفي وأدباء جدة في الارتقاء ببرامج النادي الثقافية والأدبية المتنوعة. من جانبه، اعتبر وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أن تأسيس النادي بداية للعمل الثقافي المؤسسي في المملكة، مشيدا بجهود مؤسسه محمد حسن عواد ونائبه عزيز ضياء، لتتوالى بعدها إنشاء أندية أخرى في مناطق المملكة، موضحا أن الرجلين ورثا تراثا أصيلا وهو الأدب والثقافة. وأكد خوجة، أن الاحتفال بإنشاء أول نادٍ في المملكة يزيد عبء المسؤولية على القائمين على الثقافة، مبينا أن الدولة دعمت الثقافة والأندية الأدبية بمخصصات سنوية، مترحما على الأمير فيصل بن فهد لجهوده تجاه الثقافة ودعمه لتلك الكيانات الثقافية، متمنيا أن يكون الاحتفاء بمن له بصمات حسنة لا بد أن تتبعها كل الأندية الأدبية. رئيس النادي الأسبق عبدالفتاح أبو مدين تحدث نيابة عن المكرمين في كلمة عنونها ب «أربعون ربيعا»، أشاد فيها بدور الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، وبالأستاذ عبدالله الشهيل (مدير عام الأندية الأدبية في ذلك الوقت)، الذي كان معينا للأندية إداريا في مسارها وأنشطتها. وأوضح أبو مدين، أن العمل الثقافي لا بد فيه من الصبر، مبينا أن احتفاء النادي بمرور أربعة عقود على إنشائه لهو شرف لكل من عاصر ذلك النادي، مبديا سعادته باختياره ثاني رئيس للنادي، ومبينا أنه بذل ومعه زملاؤه في النادي الكثير لتحقيق الانفتاح على عالم الثقافة، وذلك بالتواصل مع الكفاءات من داخل المملكة وخارجها، خصوصا بعد الانفتاح على الحداثة في الوطن العربي، إذ كان النادي أول الموغلين محليا بذلك. وأوضح أبو مدين، أن النادي أول من افتتح مجالا للنساء للمشاركة بأفكارهن وإبداعاتهن وأطروحاتهن، وكرم رموزا من العلماء وكبار المثقفين، وأصدر دورية نقدية تحقيقا للانفتاح على أعلام الوطن العربي، ودوريات أخرى مثل: نوافذ والراوي وعبقر وجذور، حتى قيل إن تلك الدوريات وصلت إلى نحو سبع جامعات أمريكية. أما رئيس النادي الحالي الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي فقد أشار إلى تلك اللحظة التاريخية عام 1395ه التي جمعت الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز ومؤسس النادي محمد حسن عواد ونائبه عزيز ضياء في حوار جمع الثلاثة ليظهر النادي إلى الوجود، مبينا أن الأمير فيصل بن فهد أبدى في ذلك اللقاء تفاعلا مع هموم الثقافة والأدب، ليأتي خطابه الرسمي بإنشاء النادي، ليتبعه إنشاء خمسة نوادٍ أخرى، حتى أصبح النادي مقصدا للنقاد والأدباء والشعراء، وأصبحت المرأة فيه عاملا هاما في نجاح برامجه بعد أن نالت عضويته قبل 30 عاما..