كان لا بد أن يكون لهذا العدد الكبير من المنتديات الثقافية التي توزعت في كل مناطق المملكة ولهذه الأندية الأدبية التي عمّت أمهات المدن من كتاب يوثق فيه هذه الجهود الثقافية التي تبذل لتفعيل الساحة الثقافية ولرصد نمو الوعي والمعرفة بين الأوساط ذات الشأن بهذا الأمر. لذا فما كان من الأديب عبدالمقصود خوجة صاحب منتدى الأثنينية الشهير إلا أن يوثق لهذه المؤسسات الثقافية والأدبية التي تضخ الثقافة والفكر والحوار إلى روح المهتمين وذلك عبر كتابه الجديد (المنتديات والأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية) الصادر ضمن سلسلة كتاب الاثنينية. يقول الأديب خوجة في مقدمة كتابه: ومما لاشك فيه أن التعاون وتبادل وجهات النظر وتنسيق الفعاليات بين المنتديات فيما بينها وبين بعضها البعض من جهة وبينها وبين الأندية العربية من جهة أخرى، يمثل حراكاً مطلوباً في الساحة الثقافية ونأمل أن نصل جميعاً إلى هذه المرحلة لتعم الفائدة ويحدث تلاقح الأفكار المنشود. وقد تقصى الخوجة مسيرة المنتديات الثقافية في المملكة منذ تأسيس أول منتدى ثقافية عرف ب"ندوة الرفاعي" عام 1382ه بالرياض، على يد مؤسسها الأديب عبدالعزيز الرفاعي يرحمه الله ثم تحول اسمها بعد وفاته إلى خميسية الوفاء الثقافية ومروراً بعدد من المنتديات الثقافية المنتشرة في مدن ومحافظات المملكة حتى تأسيس منتدى (تواصل الثقافي النسائي بالقطيف) عام 1426ه ذاكراً من خلال جولته على هذه المنتديات أعضاءها وأبرز روادها وأماكنها وملامحها الثقافية ووقت انعقادها وأبرز أنشطتها المنبرية والمطبوعة. غلاف الكتاب في حين تتبع الخوجة أيضاً الأندية الأدبية في المملكة منذ أن تقدم كل من الأديبين الرائدين محمد حسن عواد وعزيز ضياء بطلب تأسيس ناد أدبي في مدينة جدة بتاريخ 1395/2/26 ه إلى الأمير فيصل بن فهد – رحمه الله – حين كان رئيساً عاماً لرعاية الشباب وموافقة سموه على هذا الطلب. ما جعل عدداً من أدباء مدن المملكة يطالبون بإنشاء أندية أدبية مماثلة منها مكةالمكرمة والمدينة المنورة والرياض والطائف وجازان وكان لهم ما أرادوا. ثم وقف في كتابه هذا مع كل الأندية الأدبية مؤرخاً سنة تأسيسه وأبرز أعضائه وأهم مناشطه والمنبرية والكتب التي أصدرها حتى إنشاء آخر ناد وهو نادي الأحساء الأدبي. ولم يفت على المؤلف تقديم نبذة عن الأندية الأدبية موضحاً فيها نظامها وأهدافها وشروط عضويتها ومصادرها المالية وصلاحيات مجالس الإدارات. الكتاب يعد في مجمله مرجعاً هاماً لكل ما يتعلق بالمنتديات الثقافية والأندية الأدبية.