تعتبر الأخطاء التحكيمية في كرة القدم جزءا من اللعبة ولايمكن أن تجد دوري في العالم دون تلك الأخطاء مهما كان مستوى هذا الدوري أو تطور حكامه، ولكن من دوريات لأخرى هناك اختلاف في مستوى تلك الأخطاء ولدينا في الدوري السعودي تفاوت كبير في نسبة الأخطاء من موسم لآخر والتي تكثر غاليا مع اشتداد المنافسة وزيادة الضغوط الجماهيرية على التحكيم. حيث شهد هذا الموسم ارتفاعا غير مسبوق في الأخطاء التحكيمية والتي وصل بعضها إلى مرحلة غير مقبولة أفقدت الشارع الرياضي السعودي الثقة في الحكم السعودي، ورغم المحاولات المتكررة من لجنة الحكام للتقليل من نسبة تلك الأخطاء إلان أنها وصلت لذروتها في الجولة 19 من دوري جميل السعودي للمحترفين مما جعل اللجنة تقرر عقد اجتماع عاجل لحكامها لمحاولة التقليل من تلك الأخطاء وتأثيراتها. «عكاظ» بدورها حاولت الوقوف على أسباب تكرر هذه الأخطاء وطرق علاجها وذلك بأخذ آراء كثير من المهتمين بالتحكيم وحكام سابقين. بداية أوضح نائب رئيس لجنة الحكام السابقة والمحلل التحكيمي الدولي السابق عبد الرحمن الزيد أن هناك عدة أسباب لكثرة الأخطاء التحكيمية هذا الموسم والتي يأتي من أبرزها ارتفاع المنافسة بين الهلال والنصر ومحاولة كل فريق وجمهور إظهار أن الفريق الآخر هو أكثر استفادة وتزايد الضغوط على الحكام، مبيناً أن الحكام يتحملون جزءا كبيرا من من الأخطاء التي أصبحت تحدث حتى في مباريات غير تنافسية مثل الرائد والنهضة التي حدثت فيها أخطاء رغم أن حضورها الجماهيري لا يتعدى 100 مشجع وذلك بعد إعطاء المباراة الاهتمام الكافي وتجهيز الحكم نفسه للمباراة بالشكل المطلوب، مؤكداً أن كثرة اأخطاء تشكل ضغطا كبيرا على الحكام، مبيناً ثقته في عدم تعمد الحكام لتلك الأخطاء. وأفاد أن الإقبال على التحكيم أصبح ضعيفا بسبب قلة الحوافز، مطالباً بأن يتم رفع مكافأة الحكم إلى 4000 أو 5000 لكي نضمن الإقبال على التحكيم وأن يتم صرفها أولا بأول لأنها الآن مع ضعفها تتأخر. الزيد طالب بإعادة النظر في الاجتماع الشهري بطريقته الحالية وأن يكون بعد كل جولة اجتماع مع الحكام بعيدا عن الإعلام لشرح الأخطاء وتفاديها، مشيراً إلى أن الاجتماع الشهري تتراكم فيه الأخطاء حيث يكون غالبا بعد كل 4 جولات ويكون لدى كل حكم أكثر من خطأ فيصبح غير مجد. من جهته بين الحكم الدولي السابق معجب الدوسري أن التغيير في دائرة التحكيم أصبح مطلبا ملحا، مطالباً بأن يتم الاستفادة من الحكام الدوليين المعتزلين وأن لا يكون التحكيم محصورا على أسماء معينة، مفيداً أن الأخطاء موجودة وتتفاوت من جولة لأخرى ومفيداً أن بعض الحكام أصبحوا يرتكبون أخطاء غريبة. وذكر أن بعض الحكام لا يوجد عندهم تأهيل في الشخصية ولا يساعد نفسه ولا اللجنة وهناك حكام تأهيلهم ضعيف ويفتقدون الشجاعة. وأبان أن من أسباب كثرة الأخطاء عدم اختيار الحكم المناسب للمباراة المناسبة، كما يوجد دور للإعلام في التأجيج خاصة مع التنافس الكبير في دوري هذا العام، وأفاد أن اللجنة الحالية حظيت بدعم واجتهدت وأحضرت محاضرين وأقامت دورات ولكن وجود حكام لا يستطيعون مساعدة اللجنة مشكلة، وطالب الدوسري بتطبيق رسمي للحكم المدرسي بحيث يتم اختيار حكام من الثانوية والجامعة ويتم إعطاؤهم حوافز لترغيبهم بالتحكيم مثل ما يحدث في بعض الدول مثل قطر. من جهته أفاد رئيس لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد السعودي لكرة القدم عمر المهنا بوقوع بعض الأخطاء التي حدثت غير المقبولة وأثرت على نتائج المباريات ولكن هناك أيضاً تأجيج من قبل الإعلام، مفيداً أن التحكيم في الجولات الماضية بشكل عام كان في مباريات جيدة وفي مباريات أخرى جيد جداً، ، وأكد أن الاتحاد يسعى لتكوين دائرة تحكيم مفيداً أن ذلك سيقلل من أخطاء الحكام، وأبان المهنا أن هذه الدائرة سيكون لها مدير لم يتم اختياره بعد ولكن سيكون حكما دوليا سابقا من خارج المملكة ومن الحكام الذين لديهم دراية تامة، موضحاً أن مدير دائرة التحكيم سيكون تحت سلطة اللجنة الرئيسية للحكام.