تدفع موجة البرد القارس التي تشهدها مرتفعات عسير والسراة هذه الأيام، بعشرات من الأسر إلى المتنزهات البرية المحيطة بعقبة وأودية ضلع، حيث الأجواء المعتدلة نسبيا أو شبه الدافئة. ويأتي معظم المتنزهين من محافظتي أبها وخميس مشيط والمراكز التابعة لها، للتنزه في البرية وإعداء الأطعمة المفضلة في الهواء الطلق، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الإقامة في المنتجعات السياحية الخاصة. جلسات سمر ويحرص سكان مرتفعات عسير على قضاء إجازة نهاية الأسبوع في أودية ضلع وبين جبالها، وعلى امتداد العقبة الرابطة بين عسير ومنطقة جازان، ويتزودون عادة بمستلزمات الرحلات البرية من مياه، وسائل تدفئة، خيم، إضافة إلى المواد الغذائية وأدوات الطهي. وهنا قال المواطن أحمد محمد فرحان: إنه يصطحب في الإجازة الأسبوعية أفراد أسرته وبعض الأصدقاء والأقارب إلى التنزه في عقبة ضلع، حيث يتقاسم الجميع مهمة جمع الحطب، صنع القهوة والشاي على الجمر، بعيدا عن الوسائل التقليدية مثل الفرن الكهربائي أو الغاز، وكذلك طهي وليمة العشاء. وبعد تناول العشاء، تبدأ جلسات السمر وتستمر إلى ما بعد منتصف الليل، في أجواء دافئة ومعتدلة مقارنة بالأجواء الباردة في مرتفعات عسير. غلاء المنتجعات من جهته، قال سليمان أسعد الظلمي، إنه يأتي مع أسرته لأودية وشعاب ضلع للتنزه ولقاء الأقارب والأصدقاء. فيما يمرح الأطفال في البرية كنوع من التغيير وكسر الرتابة والملل الذي يعانون على مدى أسبوع كامل - على حد قوله. ويضيف: نوزع المسؤوليات والمهام، مثل شراء وتأمين الذبائح وإعداد وجبة الغداء أو العشاء والتي تشمل الشوي والحنيذ والمندي. ويرى المواطن مسعود يحيى أحمد، أن موسم الشتاء القارس في مرتفعات عسير يجبر الأهالي للتوجه إلى المواقع البرية المنخفضة في تهامة عسير، كعقبة ضلع مثلا، بحثا عن الدفء والتنزه، كما أن غلاء المنتجعات السياحية قد أسهم بدوره في ذلك، حيث تشاهد أودية وشعاب العقبة مكتظة بالمتنزهين على امتداد 80 كلم تقريبا نزولا من أبها إلى محافظة الدرب، ويضيف: نحمل معنا كافة مستلزمات الرحلة من مياه وأطعمة ومفارش وأدوات طهي، ونمضي ساعات ممتعة بين أحضان الطبيعة بعيدا عن ضوضاء المدينة وصخبها، فيما يمرح الأطفال في البرية المفتوحة، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المنتجعات السياحية ومرافقها في العقبة المذكورة. نكهة خاصة من جهته، قال مفرح يحيى مفرح العرقي، إن لقضاء يوم الإجازة الأسبوعية في البرية نكهة خاصة، ويتيح للمرء الاستمتاع بالطهي في الهواء الطلق، وممارسة مختلف أنواع الرياضة. وعن خطورة مثل هذه المواقع على الأطفال في أدوية عقبة ضلع وشعابها من جراء الثعابين السامة وخاصة وقت حلول الظلام والسيول المنقولة، قال: نستعين بأنابيب ومصابيح السيارات لإنارة المكان ليلا، أما بالنسبة للسيول ففي الغالب دوريات الدفاع المدني والمراكز التابعة لها في عقبة ضلع تمشط الأودية ومواقع تواجد المنتزهين بشكل مستمر، وفي حال وجود أي أخطار يتم إشعار المنتزهين أولا بأول، إضافة إلى أننا نحاول الابتعاد عن مجاري السيول قدر الإمكان. وزاد: شرعت أمانة منطقة عسير، في إنارة عدة مواقع وساحات على امتداد عقبة ضلع، مما خفف من تواجد المتنزهين في بطون الأودية، وهذه المواقع تشهد ازدحاما متزايدا وإقبالا كبيرا من قبل المتنزهين، كونها مزودة بدورات مياه وإنارة وسفلتة، وفقط ينقصها التسوير لحماية الأطفال لقربها من الطريق العام.