بعد رفض عدد من متدربي الكلية التقنية بالرياض تطبيق نظام البصمة الإلكتروني في الحضور والانصراف، امتنع بعض منسوبي الكلية التقنية بأبها أمس الأول من تطبيقه، مشيرين على حد قولهم إلى أنه لا يتناسب مع طبيعة عملهم. وأكد عدد من الأكاديميين والمدربين أن البصمة لا تلائم طبيعة عملية التدريب كونها ترصد الحضور والانصراف فقط، وهم ملزمون بجداول تدريبية لا تقل عن 24 ساعة في أقسام متنوعة وأوقات متفاوتة ومبان متفرقة، ما يضطرهم للدخول والخروج، مشيرين إلى أن إلزامهم بالبصمة سيدفعهم للاهتمام بالحضور والانصراف فقط وينعكس ذلك سلبا على العملية التدريبية. وبينوا أن المؤسسة تصر على تطبيق هذا النظام وفق ما يحدث في سوق العمل، وفات عليها أنها لم تعط المدرب وأسرته مميزات سوق العمل كالتأمين الطبي وبدل السكن وتجهيز بيئة العمل بمطاعم تناسب بيئة التدريب، مشيرين إلى أن المؤسسة تناست تدريبهم طوال العام بواقع ثلاثة فصول تدريبية لا يمنحون خلالها إجازة للراحة لبدء فصل جديد، مؤكدين أنهم مرتبطون بتدريب الطلاب وتقييمهم حتى نهاية العام. وطالب المدربون بتطبيق برامج التعليم الفني تحت مظلة التعليم العالي، وأضافوا أن المؤسسة ترى أننا متسيبون لا نريد النظام والدوام. من جانبه، أكد المتحدث الإعلامي للمؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني فهد العتيبي، أن المؤسسة تود أن توضح أنها طبقت نظام البصمة الإلكتروني لتسجيل الحضور والانصراف بدلا من النظام الورقي السابق «بيانات الحضور والانصراف»، باعتباره جزءا من تطبيقات الأنظمة الإلكترونية الحديثة والتي تأتي في إطار تحول المؤسسة في إجراءاتها ومعاملاتها إلى الحكومة الإلكترونية. وقال «بدأت المؤسسة في تطبيق نظام البصمة الإلكتروني في مركزها الرئيسي بالرياض قبل أكثر من ست سنوات، وبعد تقييم التجربة والتحقق من نجاحها ومزاياها، وبعد موافقة مجلس إدارة المؤسسة تم التوسع وبشكل تدريجي في تطبيق النظام على عدة مراحل في الوحدات التدريبية للبنين والبنات التابعة للمؤسسة في مختلف مناطق المملكة، وتزامنا مع تعميم نظام البصمة أطلعت الإدارة المختصة بالمؤسسة ضمن خطتها كافة العاملين في الوحدات التدريبية على مزايا هذا النظام في تنظيم وضبط ساعات العمل اليومية، وقدمت لهم كافة المعلومات التي يحتاجونها حول النظام، الأمر الذي حظي بقبول وتجاوب لدى منسوبي المؤسسة العاملين بالوحدات التدريبية، حيث التزم 12959 موظفا وموظفة من منسوبي 178 وحدة تدريبية وإدارية بتطبيق البصمة. وأوضح العتيبي أنه في إطار الخطة الموضوعة للتوسع في تطبيق النظام بدأ تفعيله بالكلية التقنية للبنين بأبها بعد أن عملت إدارة الكلية وإدارة المتابعة بالمؤسسة على تعريف العاملين بالكلية من موظفين إداريين وأعضاء هيئة تدريب بالنظام والتأكيد على اعتماده لتسجيل حالة الدوام بدلا من الطريقة الورقية السابقة، مضيفا أن 97 في المائة من منسوبي الوحدات التدريبية والإدارية التزموا بالنظام، إلا أن 2.7 في المائة من منسوبي المؤسسة بما فيهم الممتنعون بالكلية التقنية بأبها رفضوا التطبيق بأعذار غير مقبولة نظاما. وأشار إلى أنه تم التأكيد عدة مرات على المدربين المتغيبين وفق النظام بتسجيل حضورهم وانصرافهم كبقية زملائهم، بالكلية إلا أن بعضهم رفض ذلك وهو ما يخالف واجبات المدرب المنصوص عليها في لائحة أعضاء هيئة التدريب بالمؤسسة. وأكد أن المؤسسة تدرك جيدا أن مسألة الانضباط في العمل والعملية التدريبية والالتزام بساعات العمل من المسلمات البديهية في بيئة التدريب، كما تدرك جيدا أنها ممن يقدر دور الانضباط في الحضور والانصراف حسب الأنظمة واللوائح الرسمية، مبينا أن هناك من الزملاء المدربين المتميزين ترجموا حرصهم الشديد على الحضور مبكرين والانصراف متأخرين والبقاء في بيئة العمل بشكل مستمر أثناء الدوام الرسمي، وهم بذلك يرسمون مثال القدوة الحسنة لزملائهم ومتدربيهم بالتزامهم بالتعليمات وأنظمة ولوائح العمل. واختتم قائلا «إن المؤسسة لا ترى أن الحضور والانصراف مسألة صورية أو شكلية بل تراها رمزا هاما تجاه أبنائنا وبناتنا المتدربين الذين سيتأثرون بذلك ويحملون تلك القدوة لأنفسهم بأن تكون نبراسا لهم في واقعهم العملي المستقبلي».